يسجل التاريخ صادق الأفعال، وتشهد صحائف الزمان بحسن الصنيع، والأمجاد يُحققها المخلصون ويُسجلها المنصفون، وبين الجميع يشهد الواقع بلسان الحق، على أن الأوطان تصنعها الأفعال لا الأقوال، تماما كما يفعل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مصر.
"أرض الكنانة" لا تنسى أبدا أبطالها الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لوطنهم، وسطروا بدمائهم الزكية ملاحم من البطولات والأمجاد؛ للحفاظ على كل ذرة من ترابها. ولأن "الشهداء" قنديل الوطن ومصباحه فى عتمة الحياة، وهم الدرع والحصن الحصين وصناع المجد وحماة الأرض والعرض والمال؛ فقد انتفض الوطن من أجلهم، وانحنى أجلالا وتعظيما لهم. ووضع الرئيس أسرهم تاجا فوق الرؤوس، ووساما على الصدور، وجعلهم فى مقدمة أولوياته؛ فهو الأب الحنون لكل طفل يتيم، والأخ الأكبر والسند لكل زوجة فقدت شريك حياتها، والابن البار لكل أم ثكلى ودّعت من كانت تنتظر أن يحملها إلى مقامها الأخير.
أسوق هذه المقدمة للحديث عن إحدى قامات هذا الوطن الكبير، التى استوعب سياق التاريخ فجاءت على قدر قيمة مصر. هكذا تجب الكتابة عن فخامة الرئيس السيسى، رجل المبدأ ورجل الدولة المتواضع، وجابر الخواطر، نعتز به وبأمجاده ودوره فى بناء الدولة المصرية من جديد.
رجل إرادة وإدارة وقيادة معا، جمع من نبل الأصالة وطيب الخاطر وصدق الانتماء لوطنه وأهله ما يليق بهم ويكفي لأن يصنع معهم حاضرا ناصعا ومُعجزة لامعة وحكاية يرددها الناس الآن وفى المستقبل.
أكتب عن هذه القامة الوطنية، وما حققته من إنجازات ملفتة على كل الأصعدة، فى وقت قياسى وبقدرات غير ضخمة، إذ تسلم الرئيس مهامه فى الثامن من يونيو 2014، عقب ثورتنا الشعبية العظيمة فى 30 يونيو 2013 التى سعت مصر فيها لاستعادة الوطن من عصابات الإرهاب، وإرساء ركيزة عصرية للتنمية وصيانة الهوية، وخلال هذه السنوات القليلة صنع القائد ملحمة وطنية وتنموية غير مسبوقة، وحقق فى سنواته السبع ما لم نحققه فى سبعة عقود سابقة.
أرسى الرئيس السيسى مبدأ التواصل مع الجميع، وأثبت حرصه الشديد على الاتصال المباشر والحقيقى مع كل فئات الشعب، والتجاوب مع مشكلاتهم، وتُسجل لنا مواقفه اليومية حالة عظيمة من الحضور الدائم، والاطلاع العميق، والتلاحم الكامل مع قضايا الشعب اليومية، والاهتمام بكل الفئات الاجتماعية.
أثبت الرئيس طوال الفترة الماضية، حرصا حقيقيا على أن يكون إلى جانب الناس، وكان معهم بالفعل يوما بيوم وخطوة بعد أخرى، ما عكس حالة إنسانية نادرة تترافق فيها المسؤولية السياسية والقيادة الناجحة وإدارة ملفات الدولة بكفاءة وإنتاجية عالية، مع الرؤية الاجتماعية والانحياز للمواطن والعمل من أجل حياة كريمة ومستقرة ومتنامية، مدعومة برباط من الثقة مع الدولة وقائدها، وبروح معنوية إيجابية تتأسس على يقين لدى عامة المصريين بأنهم تحت سمع الرئيس وبصره، وأنه أقرب إلى همومهم ومشكلاتهم مما قد يتخيل أحدهم.
خلال اليومين الماضيين، رأينا الرئيس يقود دراجته فى منطقة العلمين، وسط عدد من المواطنين العاديين، وعلى هامش هذه الجولة حاور واستمع وطمأن وعزز الثقة والأمل، وكانت البداية مع مجند، ثم أسرة مصرية بسيطة، وخلال هذه اللقاءات حرص الرئيس على معرفة كل التفاصيل، ومعينة حالة المواطنين عن قرب، وكانت رسالته القوية والمحفزة: "الإيد الشقيانة فيها البركة"، ثم خاطب أفراد الأسرة الذين أعجبتهم العلمين الجديدة، قائلا: "حلوة بيكم، ربنا يحفظكم وتشوفوا بلدكم وتستمعوا بيها، لازم نتبسط وتشوفوا بلدكم وتستمتعوا بيها".
إلى هذا الرجل المخلص، والقائد، والزعيم الوطني الذى يليق بمصر ويحقق تطلعات أهلها، تحية تقدير واعتزاز بما قدمته سيادتكم لهذه البلد، وبما تقدمه يوما بعد يوم، وبكل التحركات الوطنية والجهود المخلصة من أجل رفعة الوطن وكرامة أبنائه، داعين الله عز وجل أن ينصركم ويُسدد على طريق الحق والخير والجمال والتنمية والإنجاز خطاكم.