الكلام جميل، هذا ما لا خلاف عليه، لكنه يظل فى النهاية كلام، يختلف عن الفعل تمامًا، قد يزيده ويحسنه، ولكنه لا يحل بديلا عنه، وأكثر ما يتجلى ذلك يكون فى الحب أعزكم الله.
فى الكلام المنسوب للإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، يقول "الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام" وهذا القول يفيد بأهمية اللفظ، لأنه الموصل للمعنى والدال عليه، وهذا كلام حقيقى وموزون، ما عدا فى الحب، لأنه اللفظ فيه قائم على البلاغة والمبالغة، قائم على الصور البيانية والمعانى النموذجية، لذا ليس كل كلام الحب يؤخذ به ويحكم منه على قوة العلاقة ومتانتها.
والحب لغته الحقيقية جسدية ونفسية بامتياز، من أول الشوق والانتظار انتقالا إلى رجفة القلب وتعلق العينين ولمسة اليد، ثم تأتى الرؤية للمحبوب، رؤية مفادها أنه يكملك، يزيدك ولا ينقصك، وشعور طاغ بأنكما ستكملان معا الحياة، كل ذلك محاط بتفهم كبير وتعاطف لا حدود له.
أنا لست ضد كلام الحب، فهو مهم لاكتمال الصورة، ولكنه ليس الصورة ذاتها، إنه بمثابة الإطار الجميل، الذى يمنح لمسة إضافية، ولكن لابد من وجود لوحة جميلة كى يكون للإطار معنى.
أنا ممن يحبون كلام الحب، ولكن ضد الاعتماد عليه فى الحكم على العلاقة، العلاقة ليست سهلة، ولكنها نوع من الاتحاد التام.