لأول مرة يصبح «رمضان كريم» بأنواره
منذ سنوات طويلة اقترن حلول شهر رمضان المبارك بانقطاع الكهرباء عن بيوت مصر ومحلاتها وشوارعها ومصانعها، لكن هذا العام وبحسب ما رأينا فى اليوم الأول من الشهر الكريم، وبحسب أيضا تأكيدات وزارة الكهرباء فلن يعيش الشعب المصرى فى الظلام، سواء فى نهار رمضان أو فى ليله، وهو بالطبع أمر جيد يستحق الإشادة والتحية والشكر، فانقطاع الكهرباء فى هذا الشهر الكريم كان بمثابة الكابوس الذى يطارد المواطنين فيزيد من صعوبة الصيام فى النهار، ويفسد فرحة الإفطار بعد المغرب، فشكرا ثم شكرا ثم شكرا.
المبهج فى الأمر هو أننا لن نشهد انقطاع للكهرباء فحسب، وإنما ستسجل وزارة الكهرباء فائضا فى الإنتاج لأول مرة أيضا فى هذا الشهر، وهو ما سيكون له بالغ الأثر على سمعة مصر الاقتصادية فيما يتعلق بجاهزية البنية التحتية للاستثمار، فأى مستثمر يأتى إلى دولة ما بغرض التفكير فى إنشاء مشروعات اقتصادية أول ما يفكر فيه، هو مدى توافر الخدمات الأساسية فى هذه الدولة، وتأتى الكهرباء على رأس هذه الخدمات، فبدونها يتوقف كل شىء، لأنها بمثابة الروح للمصانع والمزارع والمؤسسات وكل المشروعات الاستثمارية، فشكراً ثم شكراً ثم شكراً.
«الوزارة ليست فى حاجة لإعلان حالة الطوارئ بشركاتها خلال شهر رمضان المبارك هذا العام»، هذا ما قاله الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مؤكدا لجريدة «انفراد» أنه ربما يجب علينا أن ننسى مسألة انقطاع الكهرباء من أساسها، لأنها لم تعد فى من الممكنات، فبحسب تصريحات الوزير فإن الوزارة تتبنى خطة طموحة لتطوير شبكة الكهرباء وتحديثها حتى عام 2022، كما أنها تنوى القيام بحملة توعية للواطنين من أجل ترشيد الاستهلاك ليتناقص الاستهلاك بما يعادل 20 % من الاستهلاك الحالى، وهو أمر أرى أنه من الضرورى لأى مجتمع رشيد فلا يعنى توافر خدمة ما بشكل آدمى أن نستنزفها ونستهلكها فيما لا ينفع وإنما يضر، لكن خلافا لما قاله الوزير أريدك أن تتأمل معى تلك الثقة التى تحدث بها «شاكر»، وتتأمل أيضا كيف يتحدث بهدوء وتأن، لتتأكد من أن حالة التشنج التى تنتاب بعض الوزراء وهم يتحدثون ليست دليلا على أنهم على حق، أو على أن مهاجميهم على خطأ، لكنها دليل على عجز ما أو فشل ما، فهذه اللهجة التى تحدث بها وزير الكهرباء هى لهجة الواثقين المنجزين، وخلاف هذا ارتباك. غاية أملى أن يستثمر وزير الكهرباء روح الإنجاز التى تعيش وزارته فى ظلها. وتبدأ فى عمل مشاريع ضخمة لاستثمار مصادرة الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرهما من مصادر الطاقة المتجددة المهدرة فى مصر. فقد خطت الوزارة خطوة واسعة فى مجال الكهرباء التقليدية، ونحتاج لخطوة خطوة مماثلة فى استثمار الطاقات المتجددة، لأنها بحسب رأى كل الخبراء هى أمل مصر ومستقبل العالم.