اهتز عالم كرة القدم في ساعة متأخرة من ليل الخميس عندما أعلن نادى برشلونة الإسباني أن ميسي الحائز على جائزة أفضل لاعب في العالم ست مرات سيغادر معقل كامب نو كامب.
حالة من الحزن الغريب ولكنها مقنعة بدرجة كبيرة، سادت جميع المتابعين من عشاق الساحرة المستديرة ، بعد الإعلان عن قنبلة رحيل ميسي عن برشلونة.. الجميع في عالم كرة القدم أجتمع على شيء واحد واتفق على نتيجة واحدة .. ألا وهو البكاء على انفصال ليو عن البارسا.
سابقا رحل عدد كبير من النجوم الكبار عن أنديتهم بنفس طريقة ميسي .. لكن مع البرغوث الوضع كان مختلفا كثيرا ، والتفاعل فاق الوصف ولم يسبق له مثيل في مثل هذه الحالة، زاد الأمر كون الخبر كان كالصاعقة المفاجئة، لاسيما وانه قبل إصدار برشلونة بيان الانفصال بساعات، كانت كل التقارير والأنباء الوافدة من قلعة كتالونيا تفيد بأن ميسي جدد عقده مع برشلونة بالفعل والإعلان أصبح وشيك.
المحزن للقلوب أكثر في رحيل ميسي عن برشلونة، أن يكون السبب الرئيسي في حرمان محبى الأسطورة الحية من استمراره في ناديه الوحيد الذى مثله طوال مسيرته .. هو الفلوس؟.
إعلان الانفصال البرشلوني عن ميسي، جاء واضحا وصريحا بأن السبب الرئيسي في عدم تجديد عقد قائد الفريق ومنتخب التانجو، هو اللعب المالى النظيف المطبق من قبل الليجا.. ليكون ذلك بمثابة تبرئة ذمة النادى واللاعب عن قرار فك الإرتباط وتوصيف ما حدث على انه جاء معاكس لرغبة الطرفين اللذان سعيا لاستمرار العلاقة لدرجة وصلت إلى إبرام عقدين رفضهما الليجا واحد تلو الآخر.
حقيقة الواحد ليس متخيلا ارتداء ميسي قميص آخر غير قميص برشلونة، بعدما شهدته أعيينا طوال 16 عاما كاملة بنفس الألوان ونفس التوهج ونفس المستوى الخارق المعهود منه والمستدام عاما بعد الآخر دون توقف أو اهتزاز.. وفجاة يفقد المريدين كل هذا دون أى لحظة شك أن هذا سيحدث يوما ما.
فى الواقع هى قصة ليست معتادة أن تشهدها كثيرا ملاعب كرة القدم.. كون ميسي قدم لعشاق الساحرة المستديرة كل أنواع المتعة الكروية، لم يبخل يوما بمراوغة تشعرك بالاندهاش أو تمريرة تسحرك أو هدف يتحكم في مزاجك ويمنحك نوع من المتعة المجانية تجعلك مدمنا لها ولا تدرى ماذا تفعل عندما تفقدها.
ليبقى السؤال ماذا سيفعل مريدى ميسي بعدما أنفض محاربه في مدينة كتالونيا؟.. يا له من شعور مؤسف لا يوصف عندما تفقد عادة معتادة تتفاعل معها كل حواسك ويظهر عبرها رد فعل ذلك على حالك.. لذا لم يكن مفاجئا البكاء الذى وصل حد النحيب من كل عشاق ميسي على الكرة الأرضية.
ولينتظر الجميع ما ستكشفه الأيام المقبلة عن فريق ليو الجديد الذى سيحظى بالتأكيد على شعبية إضافية في بلده أو حول العالم وغيرها من المكتسبات الأخرى لن تقتصر على حدود الملعب فحسب، وإنما ستطاول كل المستويات الأخرى كالعلامة التجارية وحقوق البث وبيع القمصان، إزاء ظهور صاحب الكورة بقميصه وفى ملعبه.. وليسعد هذا النادى المنتظر بما سيمنحه ويجلبه له ميسي.