هل نحن نلعب كرة قدم في مصر أم لا ...؟ هل ما نشاهده ونتابعه في مباريات كرة القدم في مصر له علاقة بالساحرة المستديرة أم الساحرة الشريرة...؟
هل لدينا في مصر صناعة اسمها صناعة كرة القدم يعمل بها أكثر من 5 ملايين شخص وتقوم حولها صناعات تكميلية عديدة ويرتزق بسببها الكثير من الإعلاميين وغير الإعلاميين...؟
هل لدينا إدارة حقيقية للعبة الشعبية الأولى في مصر؟ هل من يقوم على تسيير أمور اللعبة لديه خطط وسياسات لوضع قواعد ومعايير حقيقية وعادلة وشفافة تساهم في إيجاد دوري لكرة القدم منتظم ومستقر تتساوى فيه كافة موازيين القوى ويشعر فيه النادي الصغير قبل الكبير بالعدل والمساواة
هل لدينا خطط تجعل من الدوري المصري واحد من أكبر وأهم الدوريات في العالم العربي وأفريقيا وأسيا وبالتالي يكون جاذبا للاستثمارات ويدر عائدا تستفيد من الدولة والأندية وكافة الصناعات الأخرى المتعلقة بلعبة كرة القدم مثل مصانع الكرة نفسها والملابس والأحذية والهدايا والمأكولات والمشروبات وغيرها
هل لدينا رؤية واضحة لجعل كرة القدم أحد موارد الدخل القومى وبالتالي تشجيع اللعبة وزيادة عدد الأندية الجاذبة للاستثمار
دعونا نتحدث بصراحة...فالإجابة عن هذه الأسئلة سيؤدي بنا الى حالة يرثى لها لأوضاع كرة القدم في مصر. بوضوح ليس لدينا صناعة حقيقية لكرة القدم مثل التي نشاهدها في الملاعب الأوروبية وأميركا اللاتينية رغم انتشار أسماء لاعبيها في ملاعبنا المصرية –أسماء فقط- بل وفى عدد من الدول العربية لأسباب يعرفها الجميع منذ سنوات ولكن ليس هناك إرادة وإدارة لوضع حلول جذرية تؤدي بنا في النهاية الى الصناعة التي نريدها والى اللعبة التي نتمناها بقوانين عمياء عادل يتساوى فيها الجميع ويتمتع الجميع فيها بالنزاهة والضمير والشفافية.
ما نشاهده الأن ومنذ سنوات هي ساحرة شريرة أو حروب داحس والغبراء تسيطر عليها روح العداء وليس التنافس الشريف مثلما نشاهد في الملاعب الأوروبية ومثلما شاهدنا واستمتعنا في أولمبياد طوكيو.. فالهدف من الرياضة هي نشر روح السلام والمحبة والتقريب بين الشعوب. فالرياضة مكسب وخسارة وليس مكسب وفوز فقط ومن يخسر يكاد أن يفتك بالفائز ولا سلام ولا كلام وسباب وعراك. وهو ما يحدث في ملاعبنا على عكس ما نشاهده من روح المحبة والسلام والصداقة بين اللاعبين ونتحسر عليها.
هل ما يهمنا في الرياضة في مصر من يفوز بالدوري العام وكأس مصر وكيف يفوز وبأي وسائل شرعية أم غير شرعية. والأهم ما هو المقابل من الفوز.. فبحسبة المكسب والخسارة والانفاق والعائد. فالخسائر كبيرة. فالأندية وخاصة الكبيرة تنفق لشراء اللاعبين الملايين مقابل مليون جنيه في حالة الفوز بالدوري.
هل هذا هو الغاية والهدف.. ثم نأتي لنتباكى على مستوى فرقنا أمام الفرق العالمية مثلما حدث في مباراة الأهلي وبايرن ميونيخ في كاس العالم للأندية في قطر ومباريات منتخب مصر مع الفرق الكروية الكبرى مثل البرازيل وإسبانيا في الأولمبياد الأخير وظهور فارق المستوى بيننا وبينهم. هل تساءل أحد من المسئولين عن أمور اللعبة. لماذا هذا الفارق رغم إنفاق الملايين على كرة القدم في مصر. ونصل الى نهائيات كأس العالم كل 30 سنة مرة وبالصدفة ودعاء الوالدين والأقربون.
مصر تمضي الأن الى الجمهورية الجديدة بالإرادة والإدارة والعمل والتخطيط السليم والمتابعة. ونريد أن تكون لدينا صناعة ناجحة في كل الاتجاهات بما فيها كرة القدم ونستخدم فيها ثالوث النجاح والذى يسميه علماؤنا بعلم حساب المثلثات وهو اختصار لثلاث كلمات هي المعرفة والإخلاص والإرادة وبين هذه الكلمات الثلاثة أمور كثيرة.