على مساحات خضراء مترامية الأطراف، ترى جنة الله في أرضه، وأنت تشاهد حدائق العنب المنتشرة بكثافة بقرية "طوخ مزيد" التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، الرائدة في مجال زراعة العنب، والأشهر على مستوى الجمهورية.
كل ما لذ وطاب من أنواع العنب، تجده في هذه القرية، مثل "العنب الأبيض والكنيج والكريمسون والاسبريو والعنب الأحمر"، حيث باتت القرية فائقة الشهرة في انتاج العنب، ولا تكتفي بانتاجه للاستهلاك المحلي، وإنما تسعى للتطوير والتصدير، والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
بات أصحاب القرية على دراية كاملة بزراعة محصول العنب وكيفية الاستفادة منه وتعظيم الإنتاج، من خلال التعاون مع وزارة الزراعة، التي تبذل جهودًا ضخمة لدعم المزارعين، متمثلة في الدكتور خالد أبو شادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية، من خلال منح التوصيات الفنية للمزارعين ومحاولات ادخال أصناف جديدة على زراعات العنف، وتعريفهم بطرق التربية السليمة للمحصول والحصاد، فضلًا عن تصنيع الكميات الفائضة عن الاستهلاك، وتطوير الري، من خلال منظومات الري الحديثة، بما يساهم في انتاج محاصيل جيدة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما تدور عجلات "مصانع انتاج الزبيب" من العنب، والتي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج الضخم لهذه القرية من محصول العنب، وذلك من خلال 22 مصنع، فضلًا عن تجهيز كميات ضخمة من أوراق العنب التي تطرح لاستخدامها في "عمل المحشي" وعرضها في المحال والمولات.
هذه الثروة الزراعية الكبيرة، لا تأتي من فراغ، وإنما يسبقها جهود ضخمة، بداية من زراعة شجرة العنب في شهر يناير من كل عام، ثم تبدأ الشجرة الإنتاج في السنة الثالثة، وقبلها يتم الاهتمام بالمحصول من خلال إزالة الأوراق من أسفل العنقود للتهوئة ومنع انتشار الأمراض الفطرية، واستخدام المبيدات لمنع إصابة العنف بالبياض الدقيقي والبياض الزغبي، ليصل الإنتاج نحو 10 أطنان للفدان الواحد.
وتعتبر الغربية نموذجًا فريدًا في زراعة العنب والاهتمام به من قبل وزارة الزراعة، حيث تشير لغة الأرقام إلى حجم الجهود المبذولة في المحافظة من خلال زراعة 1063 فدان عنب بناتي "سلكي" و90 "تكعيب"، و794 كنج روبي و61 فليم، و129 كريمسون سلكي و78 تكعيب، و19 ريد جلوب، و8 برنسيس، و10 اسبريو، و8 ارا و5 لتش فور و5 جنكليز، ويتم ري 454 فدان بالري المطور، و11478 بالغمر.
أعتقد، أن الثروة الزراعية في مصر، لديها فرصة طيبة خلال هذه الأيام لتعظيم الإنتاج، وتحقيق مكاسب كبيرة للمزارعين، لا سيما في ظل دعم الدولة لها، والاهتمام بالفلاح، فضلًا عن وجود منظومة الري الحديثة، بما يؤكد أن مستقبل الزراعة في مصر مضمون النجاح.