بداية، دعونا نبارك لأبنائنا الطلبة الذين حالفهم الحظ بالنجاح والتفوق، ونقشوه بالجدِّ والاجتهاد فى عام استثنائي ذكرنا بهيبة الثانوية العامة من جديد بعد أن ضاع بريقها سنوات وراء سنوات.
نعم قد خاض أبناؤنا الطلبة وعائلاتهم المعركة بشرف ومثابرة، متجاوزين كل الصعاب والتحديات فى ظل أزمة كورونا، ومعهم الدولة مصممة على تطبيق المنظومة الجديدة، رغم أن الأمور لم تكن سمن على عسل كما يقال، فلا أحد يستطيع أن ينكر المجهودات المبذولة تقنيا وتعليميا، ومدى مواجهة مافيا التعليم، لذلك أعتقد أن أول الناجحين هذا العام كانت الدولة وخاصة وزير التعليم، حيث راهن على نجاح تطبيق المنظومة وعودة الهيبة لهذه المرحلة المهمة.
أما المتتبع للنتائج، فيجد أنها استطاعت إحداث عملية فرز حقيقية لقدرات الطلاب، فكانت العلامات معبرة عن مستويات الطلبة الحقيقية، غير أنها استطاعت ان تجاوز كل الظروف التي حملت مختلف الارهاصات والتحريضات.
ونجدها أيضا تشير إلى أن نسبة الذين حصلوا على معدلات مرتفعة لا خلاف على مستواهم ولا طعن فى نتائجهم، وهذا يؤكد أن الإصرار على النجاح والتفوق هو حظ المجتهدين من الطلبة على اختلاف مستوياتهم، وان الاجتهاد اجتهاد مهما تغيرت آليات الامتحان وأنماطه.
وتشير النتائج كذلك إلى أن الدولة نجحت فى إعادة صياغة الأهداف التعليمية والتقييمية بصورة حضارية ومتطورة، وهذا يدفعنا لمواصلة هذا التطور، وفي نفس الوقت تشخيص الجوانب التي تحتاج الى مراجعة وفقا لمقتضيات الحداثة.
وختاما.. أجدد تهنئتي لأبنائنا الذين فرحوا بالنجاح، وأدعو الذين لم يحالفهم الحظ مراجعة حساباتهم وتخطي هذه المرحلة بمزيد من العزم والإصرار، فلا يوجد مستحيل طالما هناك اجتهاد، وأقول للدولة وللقائمين على منظومة التعليم أن ما حدث هذا العام ما هو إلا انتصار مشرف لعودة هيبة الثانوية العامة من جديد وعودة الأمور لنصابها السليم، متمنين مزيدا من بذل الجهود لمراجعة الجوانب السلبية، ومواصلة الدعم للارتقاء بهذه المنظومة ليعود الخير على الجميع وطن ومواطن..