النجاح لا يعرف المستحيل، والإصرار على تحقيق الحلم لا يموت ما دام الأمل موجودًا، فكل منا لديه هدف يريد أن يحققه، وتحقيقه يستلزم التمسك به لآخر نفس، وهناك نماذج كثيرة على ذلك، لعل آخرها تسليم الإذاعى الكبير رضا عبد السلام، رئاسة شبكة إذاعة القرآن الكريم، بعد اختياره رسميًا من قبل الهيئة الوطنية للإعلام، ليصبح أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم من ذوى الهمم.
حلم رضا عبد السلام بدأ منذ طفولته وحتى استطاع الحصول على ليسانس الحقوق، ليتقدم بعد ذلك للإذاعة المصرية، ورغم الصعوبات التى ربما كادت أن تقتل حلمه لرفضه فى الإذاعة، والتى وصفها عبد السلام بـ"القاسية" قائلًا خلال ندوته بانفراد: "تجربتى قاسية لأنى رُفضت من أحد رموز الإذاعة الكبار فى بداية مشواري، وهو الأستاذ فهمى عمر رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، والذى قال لي: "انت جاى تشتغل إيه"، فقلت له أنا جاى اشتغل مذيع وأنا خريج حقوق ولم أعين فى الجامعة، ففوجئت فى النهاية أننى بعيد عن التلفزيون، وعينت أخصائى متابعة برامج محليات".
ما مر به رضا عبد السلام كان كافيًا لقتل حلمه والتسليم بالأمر الواقع والهزيمة النفسية، ولكن لاقتناعه بموهبته ومهاراته التى تؤهله أن يصبح أحد مذيعى الإذاعة ظل "يعافر" طوال عامين كاملين حتى نال ما يريده، ليصبح بعد ذلك من أبرز من عملوا بإذاعة القران الكريم، من خلال تقديم العديد من البرامج المتميزة مثل "مساجد لها تاريخ"، و"مع الصحابة"، وغيرهما الكثير من البرامج التى استطاع من خلالها رفع الوعى الدينى لدى المتلقي.
ما فعله رضا عبد السلام هو دافع لكل الأشخاص سواء الأصحاء أو ذوى الهمم، لأن الأحلام لا تفرق بينهم، فمن يريد النجاح سيحارب من أجل تحقيقه، ولكن الفرق هو عزيمة داخل كل منهم، فإذا كانت قوية فإنها لا تعرف معنى الاستسلام، ولكن إذا كانت خاوية فسيضيع حلمك بكل تأكيد.
يجب على كل أصحاب الهمم العمل على تنمية مهاراتهم والعمل بإصرار وراء حلمهم واستغلال فرصة أن الدولة فى الوقت الحالى تشهد حالة غير مسبوقة من الاهتمام بأصحاب الهمم، لتسليط الضوء عليهم والاهتمام باحتياجاتهم، والحرص على إعطائهم مستحقاتهم بالكامل دون تمييز أو تفرقة، فنحن نعيش فى عصر ذهبى لا يعرف العنصرية، لإتاحة الفرصة أمام الجميع ليثبت أنه الأجدر، وفى نهاية الأمر سيكون مفيدًا لنفسه ولوطنه.. تحيا مصر