هل تخيلت قبل عشرات السنوات من الآن، وأنت تقف في طوابير "الأحوال المدنية" أو "الجوازات" و"المرور"، أنه سيأتي اليوم الذي تحصل فيه على كافة "الأوراق والمستندات" بـ"ضغطة زر" على "الموبيل" وأنت تجلس في منزلك؟!!
ثورة تطوير حقيقية تشهدها المواقع الشرطية في وزارة الداخلية، في زمن التحول الرقمي، حتى بات الحصول على كافة الأوراق الثبوتية متاحة بسهولة كبيرة، في ظل السعي نحو ارتياد آفاق تحديث وتطوير كافة جهات الوزارة لتحقيق مستهدفات الرسالة الأمنية وتدعيم ركائز الأمن، حرصاً على تقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية للمواطنين فى سهولة ويسر وبجودة وإتقان، وفي إطار استراتيجية ترتكز فى أحد محاورها على تنمية وتطوير مقومات الأداء الأمنى الفعال، من خلال استكمال الإمكانيات المادية والتقنية الحديثة ومواصلة أعمال التحديث والتطوير لكافة الخدمات، وإنفاذاً للخطط الطموحة للوزارة والتى تستهدف استحداث وتطوير المنشآت الشرطية بمختلف محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة لتقديم الخدمات الشرطية للمواطنين بشكل عصرى متطور يتواكب مع الطفرة الحضارية التى تشهدها البلاد.
ما أقوله لك هنا، ليس كلامًا إنشائيًا، حيث أصبح المواطن يحصل على كافة الأوراق الثبوتية "البطاقة، وثائق الميلاد، وثائق الوفاة، وثائق الزواج،...." من خلال الانترنت، عن طرق الدخول لموقع الأحوال المدنية عبر جوجل، فضلًا عن حصوله على كافة الأوراق الثبوتية بنحو 20 لغة مختلفة، وطباعة "وثائق الميلاد" من خلال ماكينات الأحوال المدنية المنتشرة في عدة أماكن، واستخراج بطاقة الرقم القومي في نفس اليوم من عدة أماكن أبرزها مبنى العباسية، والتعامل مع المواطنين عبر "النداء الآلي" داخل مقار الأحوال المدنية للقضاء على الزحام، وايفاد مأموريات للمنازل لكبار السن والمستشفيات للمرضى لاستخراج بطاقات الرقم القومي.
الأمر لم يقتصر على "الجوازات"، وإنما يستطيع المواطن الكشف عن مخالفته الكترونيا عبر بوابة مرور مصر، وسداد المبالغ المستحقة عليه في المرور الكترونيا، وانهاء خدمات مرورية عديدة عبر الانترنت مثل "تجديد رخصة المركبة، واصداد ملصق الكتروني، وبدل فاقد رخصة المركبة، وبدل تالف رخصة المركبة، والتأكد من صحة بيانات رخصة تسيير مركبة، وبدل فاقد رخصة القيادة، وبدل تالف رخصة القيادة، والاستلام عن المخالفات، والدخول في مزاد الكتروني لشراء لوحات مميزة للسيارات".
وفي "الجوازات"، بات العمل داخل مقارها وفقاً لنظام "الترقيم الآلي"، وإنشاء واحد من أكبر وأهم مراكز نظم المعلومات والذى يعد من أكبر المراكز المتخصصة فى هذا المجال بالشرق الأوسط، فيما جاءت "التأشيرة الإلكترونية"، من ضمن أوليات مصلحة الجوازات، وتم استحداث كارت إقامة ذكى وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية للترخيص للأجانب فى الإقامة بالبلاد، يُمكنهم من التعامل مع المصالح الحكومية وغير الحكومية بسهولة ويسر، وإطلاق موقع إلكترونى خاص بإدارة الجوازات والهجرة والجنسية على بوابة وزارة الداخلية على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت".
التحول الرقمي ظهر بـ"تصاريح العمل" بالداخلية، من خلال عدة خدمات جديدة تقدمها الداخلية للمواطنين، حيث تم استحداث خدمة إرسال تصريح العمل إلكترونياً إلى كافة منافذ الجمهورية مع إخطار المواطن بحصوله على تصريح العمل عبر رسالة نصية ترسل على هاتفه بالتوازى مع إخطار كافة المنافذ بها التصريح إلكترونياً، وتم توفير خدمة عاجلة لاستخراج تصريح العمل للمواطنين فى ذات يوم تقديم الطلب، بالإضافة إلى إمكانية قيام المواطن الموجود خارج البلاد بالتقدم للقنصليات المصرية لتجديد تصريح العمل.