لا شك أن هناك محاولات لطمس وتشويه هويتنا، فى ظل مستجدات الحداثة والتحديات والتغيرات التى طرأت على المنطقة خلال العقود الماضية، مما أفرز وعيا مزيفا جعل الناس فى كثير من الأوقات غير قادرين على التمييز بين الوعي الصحيح والوعي الفاسد والزائف.
إذن قضية الوعي قضية خطيرة ومهمة فى بناء المجتمعات ونهضة الأمم، فلا نهضة إلا من خلال وعى حقيقى للأفراد، لذا أصبح للوعى صناعة، يلجأ إليها لإعادة الأمور لنصابها السليم، ولتحصين الأفراد ضد أى سموم أو سرطانات مجتمعية تتغلغل وسط الناس فتشوه عليهم حياتهم، وتخلخل ثوابتهم الوطنية والأخلاقية والدينية.
وهنا تصبح صناعة الوعى ضرورة حتمية واولوية، ويكون اهم قواعد هذه الصناعة، الاستفادة الكاملة من جميع الطاقات والكفاءات، والبحث عنها، والرجوع إلى الأصول السليمة والقواعد الصحيحة المؤثرة.
وأعتقد أنه يجب علينا أن نعترف ونعلم أنه رغم أهمية هذه الصناعة لكن التنفيذ صعب فى ظل تحديات عصر الإعلام العابر للزمان والمكان، وانتشار فوضى ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعى، واستغلال قوى ودول لهذه الفوضى وهذه الحداثة فى تزييف وعى شعوب كاملة لتحقيق اغراضها.
لكن المطمئن أنه سيبقى للوعى مدافعون ومجددون رغم هول التحولات التي طرأت على الوعى نفسه سواء بظهور السوشيال ميديا، أو تصدر أشخاص على أنهم “علماء” يفتون ويشرعون، او تصدر “نخبة مزيفة تتحدث وكان معها مفاتيح كل شىء وان لديها الحقيقة المطلقة وهم لا يمتلكون حتى صدق قولهم فى سلوكياتهم وحياتهم.
وما يجب معرفته ووضعه في الاعتبار أيضا، أن أول الأشياء التى يلجأ إليها المتربصون بالاوطان هى قضية الدين والمعتقدات باعتبار أن مجتمعاتنا مؤمنة بالفطرة، وأنهم يعرفون أن كلما أعجبنا بشخص لحسن صوته وبلاغة أسلوبه وتأثيره جعلناه هو الداعية والمنظر والمفكر، ونجعله شيخا مفتيا، وحكيم عصره..
وختاما، نقول، إن المجتمع قد أدى ضريبة قاسية جراء عدم الوعي بقضايا محورية، فلا خلاص إلا بتكسير أغلال الوعى الزائف، وفتح باب الإبداع أمام الطاقات الكفاءات، ومحاربة الوعى المسموم الذى لا يهتم إلا بمصالحه الضيقة ولا يعترف إلا بإيديولوجيته، فنعم لصناعة وعى جديد قائم على فهم مستجدات الحداثة وأصول وقواعد الدين السليمة وثوابت الوطنية..