نحن فى مرحلة تمتلئ بالأرقام والتفاصيل الخاصة بتنسيق الجامعات، وكل أسرة لديها ابن مقبل على كلية جديدة تبحث عن أفضل الكليات فى المجموع، وقليلا في تلك الأسر من يبحث عن كلية تناسب هواية الطلاب وأحلامهم وقدراتهم الشخصية، وحتى نصل للمرحلة فى التعليم التى يختار فيها الطالب الكلية التى تناسب قدراته لا تناسب مجموعه، يبقى المجال أمام طلاب الجامعة فيما هم مقبلون عليه مفتوحا، ليس فى الجامعة كمواد دراسية ومناهج، بل المرحلة الرئيسية فى تشكيل وعيه لعشرات السنوات.
في الجامعة يبنى الطالب شخصيته التى ستحدد مسار حياته بأكمله، فالجامعة ليست مرحلة عابرة أو انتقالية، لكنها مرحلة تأسيسية للفرد، ولذلك على الطلاب معرفة أن حياتهم تعتمد على الخبرات التى يستطيعون اكتسابها فى السنوات التى سيلتحق بها فى الجامعة، مضافا إليها الثلاث سنوات التى تلى مرحلة التخرج، ويجب على كل طالب أن يؤسس لنفسه رصيدا كبيرا فى اللغة الأجنبية، لأن اللغة تعتبر موردا رئيسيا فى موارد العمل كما أنها تميز خريج عن آخر، ثم عليه أن يؤسس نفسه جيدا للتعامل مع الحاسب الآلى والانترنت، ويتعلم البرامج المختلفة ووسائل البحث والكتابة السليمة والسريعة، لأن الكمبيوتر وسيلة أساسية فى أى تحرك يقبل عليه الطلاب، ثم عليه أن يجتهد فى أخذ دورات متخصصة فى مجال عمله، بالإضافة لورش عمل ودورات عامة، لأنه فور تخرجه سيكون السؤال الخالد :" هتشتغل إيه..و معاك إيه".
الطالب الذى يستطيع أن يؤسس نفسه فى ذلك المثلث تحديدا ستكون فرصته موجودة أفضل من غيره، والمثلث هو " اللغة والكمبيوتر والدورات المتخصصة"، وطالما استمر فى طريقه عليه أن يدعم تلك الأسس تحديدا، وبعدها ينطلق لأى خبرات أخرى، أما تشكيل وعى الطلاب فذلك طريق موازي نتحدث عنه لاحقا.