عشرات الآلاف من التظلمات استقبلتها وزارة التربية والتعليم على مدار الأيام الماضية، حتى صارت أعداد الأوراق الامتحانية المنتظر خروج نتيجتها، بالملايين في مختلف المواد بالشعب العلمية والأدبية، خاصة أن التظلمات الإلكترونية "المجانية" زادت من تفاعل المواطنين، وضاعفت الأعداد عشرات المرات عن الأعوام السابقة، وهذا يدعونا إلى ضرورة التوقف والمناقشة لهذه القضية الهامة، خاصة أن أولولياء الأمور ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة التظلمات ويعولون عليها كثيراً بمنطق "الغرقان يتعلق بقشة".
نصيحتي الخاصة لكل طلاب الدور الثانى أن يستذكروا دروسهم ويستعدوا لامتحانات الدور الثاني، التي لم يتبق على انعقادها سوى 3 أيام فقط، حتى يتغير مسارهم ويتحولوا إلى النجاح ويلتحقوا بالكليات المتاحة لهم في المرحلة الثالثة من التنسيق، وهي بالمناسبة أعدادها كبيرة، ومتوفر فيها أماكن تستوعب عدد كبير من الطلاب.
خطر كبير أن ينتظر الطالب نتيجة التظلم ويعلق الآمال عليها، دون أن يستعد لامتحانات الدور الثاني، بالإضافة إلى اعتقاد البعض أن نتيجة التظلمات سوف تظهر قبل انعقاد الامتحانات وهذا غير صحيح، فمن الممكن أن تظهر نتيجة التظلمات خلال 3 أسابيع من الآن، نظراً لحالة الضغط الشديدة على النظام الإلكتروني الذي يتولى تصحيح ورصد ومتابعة الدرجات والأوراق الامتحانية، بالإضافة إلى العناصر البشرية المعاونة، التي تشارك في كل مراحل المراجعة والتصحيح.
التصحيح في الثانوية العامة هذا العام كانت له أبعاد ومؤشرات مختلفة، خاصة أن النظام الإلكتروني هو الذي تولى أعمال التصحيح والمراجعة بشكل كامل، دون تدخل بشرى، وهذا قلل من نسب الأخطاء بصورة غير مسبوقة، وجعل هامش الخطأ " صفر"، لذلك على كل طلاب الثانوية العامة في الدور الثانى أن يدركوا هذه الحقيقة جيداً، وهى أن نسبة محدودة جدا من التظلمات سوف يتغير وضعها، بينما السواد الأعظم من الطلبة لن يحصلوا على أي درجات إضافية، في ظل التصحيح الإلكتروني والتجميع والمراجعة من خلال السيستم الآلى.
بعض الطلاب تقدم بتظلمات في مواد مع العلم أن درجاته تقل عن النهاية الصغرى أو درجات النجاح بنحو 15 أو 20 درجة، وهذا أمر غير ممكن فلو أن هناك خطأ في السيستم أو سؤال لم يتم تصحيحه، فيمكن أن يحصل الطالب على درجة أو اثنين، عند المراجعة، بينما غير ممكن على الإطلاق أن يحصل على 15 درجة، لذلك على أولياء الأمور والطلاب أن يؤهلوا أبناءهم للامتحانات المقبلة، ويعتبروا أن النتيجة التى تسلموا درجاتها نهائية، دون التوقف عند فكرة التظلم أو انتظار تغيير المسار، لذلك يجب على كل أسرة أن تحفز أبنائها وبناتها الذين مازالت أمامهم فرصة في امتحانات الدور الثانى، على المذاكرة والسعي إلى النجاح، فلم يعد هناك متسع من الوقت، والامتحانات سوف نعقد خلال أقل من 72 ساعة.