الحديث عن الموجة الرابعة يملأ الأفق الآن وسط تحذيرات من الأطباء ومنظمة الصحة العالمية، حيث إن الكل يؤكد أن شبح كورونا ما زال يخيم على البشرية، وأن لا حل إلا اللقاح والتطعيم، صحيح أعداد الإصابات هنا في مصر مازالت فى حالة انخفاض، لكن هناك تزايد في المعدلات اليومية ما يستوجب الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والإسراع في التطعيم، حتى نتجنب موجة قاسية.
لكن ما يطمئن، مشاهد تطعيم مئات الآلاف من المصريين يوميا، فكم من قوافل التطعيم تطوف الجهات الحكومية والتجمعات فى كل المراكز والمحافظات، وكل المطلوب من المواطن هو التسجيل على موقع الوزارة لا أكثر، ما يعكس حقا حرص الدولة على حماية مواطنيها، وأن لديها خطة عمل تنفذها بدقة وبسرعة نحو تطعيم كافة العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة.
بل الأمر المبشر أيضا، إعلانات الجامعات لتطعيم كل الطلبة الجدد والقدامى، بالتزامن مع إعلان الطوارئ لتجهيزات أماكن التطعيم، وتدريب الفرق الطبية، والتنسيق مع وزارة الصحة، في مشهد مفرح يوضح أن الكل فى سباق محمود ومشرف لمواجهة هذا الوباء اللعين بكافة الطرق والوسائل.
والجميل، أن كل ذلك يتم بالتوزاى مع مجهودات وزارة الصحة، والتي أهمها التوسع فى مراكز تلقى اللقاح بكافة أنحاء الجمهورية، وكذلك مجهودات اللجنة العلمية لفيروس كورونا التى تتابع عن كثب الأوضاع عالميا ومحليا، وتعمل على تحديث بروتوكولات العلاج بجانب التعاون مع كافة الجهات بالدولة لتوفير أكبر قدر ممكن من اللقاحات بالتوزاى مع عمليات التصنيع والإنتاج التى تتم فى مصر..
نعم هناك أمور مطمئنة ومبشرة، لكن علينا أيضا دق ناقوس الخطر، فنعم الحياة دون قيود نعمة كبيرة نتمنها جميعا، لكن الحفاظ على النفس وحمايتها ضرورة فرضية، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".
وختاما، نقول، إن الوعى بأهمية الاحتراز والالتزام بالإجراءات الوقائية المتبعة والحصول على اللقاح ضرورة حتمية مهما كانت الوقعات، لأنهما حائط الصد الوحيد ضد هذا الخطر، ولهذا في الأمر في أيدينا نحن، إما الاستسهال والتهاون فتكون موجة قاسية علينا، أو الانضباط والالتزام فتكون موجة غير مؤثرة وحدتها ضعيفة ونسلم جميعا من هذا الخطر، وليكتب الله لنا جميعا النجاة من خطر الموجة الرابعة، وأن يقضى الله أمر كان مفعولا..