العالم الافتراضى خاصة مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ساحة مهمة ونعمة كبيرة حال الاستخدام الأمثل، وفى ذات الوقت بمثابة نقمة وبلاء خطير، عندما تكون مسرحا للتضليل والسفه.. والعبث فى العقول.
وأعتقد أن أكثر سلبيات مواقع التواصل، إطلاق الشائعات ومحاولات طمس الهوية، وخاصة فيما يتعلق بمستقبل أبنائنا تعليميا وصحيا، ونموذجا، أصبح موعد بدء العام الدراسي الجديد، موسما كبيرا للعبث والكذب فى حق المواطن، فنجد حملات تبث سمومها وخاصة فى ظل جائحة كورونا، فوجدنا حملات ممنهجة تدعى التأجيل أو الإلغاء بداعى صحة الطلبة وحمايتهم من كورونا، والمزايدات على الدولة فى مصلحة طلابها...
والعجيب، أن هؤلاء من مروجى الشائعات يتبعون أسلوب التبجح بالكذب اولافتراء، لدرجة وصلت أن ينسبوا أخبارهم إلى المسؤولين بل إلى الوزير نفسه، لكن الغريب من وجهة نظرى، هو متابعة البعض لهؤلاء، بل مشاركة منشوراتهم، فأين وعى المواطن من التحقق؟، وهل من المعقول أن نصدق خبرا مهما يتعلق بمستقبل أولادنا ومنسوبا إلى الوزير نفسه، ولا أنظر إلى الوسيلة التى نقلت هذا الخبر ؟.. وكيف أتابع صفحات ومنصات لا أعرف لها صاحب، وأترك المنصات الرسمية سواء التابعة للحكومة أو التابعة للصحافة والإعلام المرخصة والمعروفة؟..
ولهذا.. يأتى الوعى ضرورة حتمية، لابد أن يتحلى بها المواطن لمواجهة هذه الظاهرة الحرام، لأن هؤلاء يكذبون فى حقه من أجل مصالحهم الخاصة وأهدافهم الخبيثة، ولأنه ببساطة هناك منتفعين كثر يتمنون إلغاء الدراسة أو تأجيلها، وهناك أيضا منتفعون يريدون خلق حالة تشويه وتذمر فى المجتمع من أجل أهداف خاصة بهم..
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل من المعقول أيضا نتابع منصات ونصدق أخبارها وتحليلاتها، وهى قائمة وتتكسب من ظواهر غير محمودة, الدولة نفسها تواجهها بكل قوة، مثل ظاهرة الدروس الخصوصية والكتب الخارجية؟.. وهل أيضا من المعقول أن نصدق أناسا يتحدثون عن صحة أولادنا وهم أنفسهم كانوا فى عداء مع المواطن من قبل، والآن يدعون أنهم مع المواطن ويخافون على صحته؟..
وختاما، يجب علينا جميعا مواجهة ظاهرة الشائعات، تلك الخطر الذى يهدف من الأساس إلى التضليل والتشويه لأغراض خاصة، الكل من منتفعى هذه الظاهرة يغنى على ليلاه .. وعلينا أيضا أن نوثق مصدر معلوماتنا، ولا نجعل عقولنا مسرحا فوضويا لهؤلاء المغرضين يلعبون في العقول كما يشاءون، ونطالب الجهات الحكومية بضرورة المواجهة بالرد والتفنيد والتصحيح، وإتاحة المعلومات والبيانات بشكل أسرع للجميع، وأن يعلم المواطن أن مروجى الشائعات يكذبون فى حقه ويتعدون عليه، بل يعبثون فى مستقبله وحياته، وأن مشاركة معلومات أو أخبار غير موثقة فجريمة فى حق المواطن وحق المجتمع.. فالوعى ثم الوعى يا سادة..