أى منطق فاسد، تدار به الأندية والاتحادات الرياضية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، ففى الوقت الذى تطبق فيه الاحتراف فى سوق انتقالات اللاعبين، والطنطنة الدائمة والمستمرة بهذا المصطلح المطاط، لا يطبق نفس المفهوم فى إدارات الأندية والاتحادات، وهو انفصام غير مبرر!
تطبيق الاحتراف، نظريًا لفتح الخزائن لشراء لاعبين بالملايين، وما يدون فى العقود مختلف كلية عن ما يحصل عليه اللاعب والمدرب، للهروب من تسديد الضرائب، وحق الدولة، والمدهش أن اللاعب بعد أن يحصل على كل هذه الأموال، يعيش كهاو، فهو طالب وموظف وغير ملتزم وغير منضبط، ثم يساهم فى تأجيج الفتنة والتعصب.
وتشتعل نار أسعار اللاعبين فى موسم الانتقالات، سواء الصيفية أو الشتوية، والمنافسة الضروس بين أندية القمة، وتفتح الخزائن، لشراء لاعب، ويتحول السوق إلى مزاد، نسمع فيه عن أرقام بالملايين، تذهب إلى جيوب اللاعب ووكيله والوسيط بين الوكيل والنادى، والجماهير تتعارك، وتتقاتل على السوشيال ميديا، بينما العقلاء يضربون كفا بكف وهم يسمعون الملايين، تدفع ثمنًا للاعب كرة!
هذا هو الاحتراف فى الرياضة المصرية، مزاد شراء وبيع اللاعبين، بينما مجالس إدارات الأندية، والاتحادات الرياضية، وفى القلب منها، اتحاد كرة القدم، لم يصل إليها الاحتراف، وتدار بطريقة الهواة، شكلا ومضمونا، بل لا يمكن أن نكون متجاوزين إذا أكدنا أنها تدار بطريقة «بلدى» تغلب عليها المصالح الشخصية.
ونقطع بأن الإدارة الرياضية فى الاتحادات والأندية، بعيدة كل البعد عن الأسلوب العلمى، والاحترافية، وتطبيق القوانين واللوائح بكل حسم وقوة، وأن المسيطر على الأداء، الفهلوة، والجلسات العرفية، الشبيهة بجلسات «المصاطب» فى القرى والنجوع والكفور، مع البحث عن تحقيق المصالح الشخصية، وتغليبها فوق المصلحة العامة، والنتيجة، فشل مدوى، وإشعال الفتن بين الجماهير!
وما دام هناك استقدام لمدربين ولاعبين أجانب، على درجة من الكفاءة، والمهارة، فلماذا لا نستعين بخبراء أجانب فى إدارة الاتحادات ولجانها المختلفة؟، وتحديدا لجنتا المسابقات والتحكيم، لفترة على سبيل المثال 5 سنوات، واعتبارها خطة خمسية لتطوير الرياضة المصرية، ونقلها من خانة الهواة إلى خانة الاحترافية، واعتبارها صناعة تساهم فى معادلة التنمية الاقتصادية!
اقتراح جوهرى، نتمنى دراسته، ووضعه فى الحسبان، ما دام المسؤولون المصريون عن الرياضة ما زالوا يديرون الاتحادات والأندية بمراهقة إدارية، فمنهم من يخشى الجمهور، ويحاول استرضاءهم بالباطل قبل الحق، ومنهم من يدلى بتصريحات مؤججة للفتن، ابتغاء الشهرة والنجومية، ومنهم من يبحث عن الوجاهة الاجتماعية، ومنهم من يبحث عن المال، ووسط هذه الأمواج العاتية من الأهداف والمآرب الشخصية، تتراجع الرياضة، وتنهار كرة القدم، ولا نحقق انتصارات فى أى مسابقة من المسابقات الدولية.
يا سادة، الرياضة فى العالم، صارت صناعة، وقوى ناعمة كبرى، بينما نحن نعيش حالة مقيتة من الاقتتال، والإدلاء بتصريحات غير مسؤولة تثير الفتن بين الجماهير، وكل معسكر يستعرض عضلات إرادته محتميًا برابطة هنا، وجماهير متعصبة هناك، فى مشهد عبثى، لا يمكن قبول استمراره، لأن فاتورته باهظة!
الاستعانة بخبراء لهم سمعتهم الدولية، لوضع الخطط للنهوض بالرياضة المصرية فى مختلف اللعبات، وتحديدًا لعبة كرة القدم، بات اختيار الضرورة، فى ظل رؤساء أندية واتحادات افتقدوا لكل أدوات الإدارة، من خبرة وأساليب علمية، بجانب افتقاد الكياسة وتقديرات الموقف!