سنفكر اليوم كثيرًا فى الكاتب الراحل خيرى شلبى (1938- 2011) الذى مرت ذكرى رحيله العاشرة منذ أيام قليلة، سنفعل ذلك لأن ابنته "إيمان" رحلت بعد معاناة كبيرة مع مرض السرطان اللعين "راحت عند اللى خلقها" على حد كلام زوجها الدكتور حاتم حافظ.
دعونا الله كثيرًا كى تنجو إيمان خيرى شلبى وتعود معافاة إلى أهلها، ولكن قدر الله نافذ وحكمته أكبر من فهمنا واستيعابنا، لكن هذه الحكمة لا تمنع الحزن، حزن أهلها جميعا وحزن أصدقاء خيرى شلبى وتلاميذه ومحبى أدبه وإبداعه، لقد تجدد اليوم فراق خيرى شلبى مرة أخرى.
عندما قرأت ما كتبه الدكتور حاتم حافظ عن رحيل إيمان، تذكرت رواية "الوتد" لخيرى شلبى وموت فاطمة تعلبة البطلة الرئيسية للرواية، وموت ابنها درويش، لقد كان موت درويش مؤلما جدا، لأنه كان مفاجئا، فى الوقت الذى كان الجميع يعرف أن "فاطمة تعلبة" تتجه إلى الموت بسبب الشيخوخة والمرض وكان الرهان على درويش أن يكمل مسيرتها الحازمة فى إدارة العائلة، جاء موته قاصما لظهر الجميع، حتى أن أمه التى دخلت فى النزع الأخير من حياتها لم تعرف حتى موتها أن ابنها الحبيب قد مات.
كشف موت درويش جانبا كبيرا من فهم خيرى شلبى للموت نفسه، فقد دل فعل الموت ذلك أنه "خوَّان" يفاجئنا طوال الوقت، يختار ما يؤلمنا ويفعله، نفهم ذلك عندما نعرف أن مرض إيمان كان مفاجئا حسبما أشار من قبل الدكتور حاتم حافظ، لذا جاء الحزن مضاعفًا وجاء الموت مؤلمًا.