الحديث عن مصر وحضارتها لا ينضب أبدًا، تاريخها دروس للعالم كله فى الحضارة وصناعتها، وفى قدرة الإنسان على الاستفادة من بيئته والتفكير فى مستقبله.
أقرأ، حاليا، فى موسوعة قصة الحضارة لول ديورانت، وقد هالنى فعلا ما كتبه عن مصر وقدرها ودورها القديم فى تشكيل العالم وفى صناعة التاريخ، وكيف أن الإنسان المصرى القديم كان على وعى تام بقيمة المكان الذى يعيش فيه، فيما يتعلق بالفن والزراعة والصناعة والتجارة.
كان المصرى القديم يملك ثقافة تراكمية، إنه يستفيد مما صنعه الأجداد، ودوره أن يزيد عليه أن ينميه ويرتقى به، لقد كانت الفتوحات العسكرية فى ذلك الزمن القديم صورة خارجية لحضارة داخلية.
ومما أشارت إليه الموسوعة رؤية المصريين لأنفسهم وإبداعهم، لذا استوقفتنى جملة مهمة يقال بأن المصريين كانوا يرددونها، تقول الجملة "العالم يرهب الزمان ولكن الزمان نفسه يرهب الأهرامات".
جملة دالة على أن المصرى القديم تنبه مبكرا إلى أن الزمن هو الخطر الأكبر الذى يواجهه، لذا انشغل بهزيمته عن طريق الفن، فبنى الأهرامات وبنى المقابر ونقش عليها، ونجح حتى الآن فى هذا التحدى الصعب جدا.
إن تأمل الحياة المصرية القديمة يثير في النفس الكثير ، خاصة أن الحياة المصرية الحالية لا تزال تحتفظ بالعديد من الطقوس القديمة الممتدة من زمن الحضارة القديمة.