لا زال هوس الثراء السريع، والبحث عن الكنوز الآثرية المدفونة تحت الأرض يسيطر على عقول البعض، حتى وإن كلفهم ذلك جزءا من حياتهم خلف أسوار السجون، أو فقد حياتهم بالكامل بالموت أسفل الأنقاض.
إذا كنت من متابعى صفحات الحوادث المتخصصة، تكاد تصاب بالصدمة جراء الجرائم التى توثقها صفحات الحوادث بشأن التنقيب عن الآثار والموت أسفل الأرض، وسر المشعوذين والدجالين فى إقناع غيرهم بالتنقيب عن الكنوز.
ما أقوله لك هنا، ليس ضربا من الخيال، وإنما وقائع حقيقية سطرتها محاضر الشرطة، فلك أن تتخيل أنه فى غضون أسبوع واحد، تم ضبط 944 قضية ومخالفة متنوعة، أبرزها "حيازة آثار - حفر وتنقيب عن الآثار- مخالفات شركات سياحية".
بالتأكيد، أصابتك الصدمة وأنت تتابع تفاصيل الجريمة البشعة التى دارت فصولها فى محافظة سوهاج، عندما قتل مواطن طفلة شقيقه المعاقة ذهنيًا، بعدما نقلها من مكانها لمنزله فى غياب والديها لذبحها لفتح مقبرة بناءً على طلب أحد المشعوذين وتم القبض عليه برفقة زوجته شريكته فى الجريمة.
ورغم الجهود الأمنية الضخمة المبذولة من الداخلية بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق، والحملات المكثفة من قبل قطاع السياحة والآثار بقيادة اللواء أيمن شاكر، والضربات الاستباقية للصوص التاريخ، إلا أنه يتبقى دور مهم على عدة مؤسسات، أبرزها الأسرة والمدرسة والإعلام ودور العبادة، بضرورة التوعية بخطورة سرقة الكنوز التاريخية والقيم الحضارية، وعدم البحث عن الموت فى سراديب أسفل المنازل، لأن النهاية تكون دومًا مؤلمة.