حالة من الترقب تسيطر على الشارع الليبي مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 ديسمبر المقبل وذلك وفق خارطة الطريق التي وضعها ملتقى الحوار السياسي الليبي في اجتماع جنيف، وهو الاستحقاق الذي تتمسك الأحزاب والتكتلات والتنسيقيات السياسية الليبية بإجرائها لطي صفحة الماضي والشروع في بناء مؤسسات الدولة الوطنية بشكل صحيح.
100 يوم هي المدة الزمنية التي تفصلنا عن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا وإن كانت الأخيرة أول انتخابات رئاسية تجري في ليبيا منذ حوالي 50 عاما حيث لم يمارس المواطن الليبي حقه في انتخاب الرئيس للدولة منذ تولي الزعيم الراحل معمر القذافي للحكم في عام 1969م، ويتطلع المواطن الليبي لممارسة حقه في انتخابات رئيس للبلاد من خلال الاقتراع السري والمباشر.
ووصل عدد المواطنين الليبيين المسجلين في المفوضية العليا للانتخابات في الداخل الليبي حوالي 2.9 مليون لهم حق الانتخابات وحوالي 10 آلاف مواطن مقيم في الخارج وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بعدد الكبير للجاليات الليبية في مصر وتونس والجزائر والدول الأخرى.
ومع إصدار مجلس النواب الليبي للقرار 1 رقم لسنة 2021 سادت حالة من التفاؤل والسعادة لدى المواطن الليبي الذي يعانى من ظروف معيشية صعبة، ويعمل البرلمان الليبي وهو الكيان التشريعي الوحيد المنتخب في البلاد على وضع قانون إجراء الانتخابات البرلمانية لإرساله إلى المفوضية العليا للانتخابات التي تعكف حاليا على دراسة قانون انتخاب الرئيس وذلك بحسب ما أكده عبد الحكيم بلخير عضو المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا.
الاجماع الدولي والإقليمي على أهمية الالتزام بخارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي ووجود رغبة شعبية ليبية لإجراء الانتخابات يؤكد أن ليبيا ماضية نحو هذا الاستحقاق نهاية العام الجاري، وسط تحذيرات من أي محاولات لعرقلة العملية الانتخابية التي تتطلع ليبيا لإنجازها دون أي مشكلات أو عوائق.
المشكلة الحقيقية للأزمة الليبية تكمن في عدم تجديد شرعية المؤسسات لسنوات طويلة والاعتماد على حكومات مؤقتة تتولى تسيير أمور المواطنين وهو أمر لا يمكن تحمله كثيرا في ظل رغبة المواطن البسيط في استقرار سياسي وأمني وعسكري كي تتدفق الاستثمارات الأجنبية وتتوافر السيولة من خلال رفع التجميد عن مليارات الدولارات الليبية التي مجمدة بقرار من الدول الأوروبية.
ونجح مجموعة من الشباب الليبيين سواء المقيمين داخل ليبيا أو خارجها منهم الناشط الليبي حسام القماطي والإعلامية الليبية حنان المقوب في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لخلق منصة للحوار بين الفرقاء الليبيين والترفع عن الصغائر والعمل على توحيد صفوف الليبيين خلال هذا الفترة الدقيقة والحرجة من عمر الدولة الليبية التي تتطلع نحو بناء دولة مدنية على أساس ديمقراطي.