انشغل الشارع الكروي المصري في السنوات الأخيرة بتقييمات الأفضل عبر التاريخ، ومقارنات لا تنتهي بين نجوم اللعبة من رموز الأهلي والزمالك ومنتخب مصر، والتي لن تنتهي بالمناسبة، خاصة مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، ودائما ما يتواجد اسم محمد صلاح نجم المنتخب الوطني وأسطورة ليفربول بحكم إنجازاته الكبيرة مع العملاق الإنجليزي التى لا تتوقف منذ انتقاله إلى الفريق في صيف 2017 قادمًا من روما الإيطالي، ويقترن اسمه بمقارنات غير منصفة مع نجوم الكرة المصرية.
ويومًا بعد يوم ضيف الملك المصري جوهرة جديدة إلى تاجه المرصع بالإنجازات الفردية والجماعية، ليؤكد، ومع كامل الاحترام للجميع، أنه خارج حدود أي تقييم مع أي لاعب في تاريخ مصر وربما في الوطن العربي أيضًا بعدما وصل إلى مكانة لم يسبقه إليها أي منهم عبر التاريخ.
منذ أيام احتفل محمد صلاح بتسجيل 100 هدف في الدوري الإنجليزي بعد تجربة قصيرة مع تشيلسي وأخرى مرعبة بقميص ليفربول، واليوم يحتفل بخوض مباراته رقم 100 على ملعب أنفيلد مع الريدز، وبخلاف كل أرقام صلاح السابقة وإنجازاته الكبيرة لكن آخر مئويتين للفرعون يستحقان التوقف قليلا لإدراك حجمهما.
بالحديث عن الدوري الإنجليزي الممتاز بنظامه الجديد في 1992 والذي شهد تألقًا كبيرًا لنادي مانشستر يونايتد ثم أرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي وبالتبعية نجوم تلك الأندية مع بعض الاستثناءات الخارقة مثل آلان شيرار الهداف التاريخي للبطولة برصيد 260 هدف مع بلاكبرن ونيوكاسل بمعدل 0.59 هدف في المباراة بعدما خاض 441 مباراة في المسابقة، نجد صلاح يمتلك معدل تهديف أفضل من الأسطورة الإنجليزية بعدما سجل 100 هدف في 162 مباراة بمعدل 0.62 هدف في المباراة الواحدة.
ويتبقى للفرعون 4 أهداف فقط لمعادلة ديديه دروجبا أسطورة تشيلسي ومنتخب كوت ديفوار ليصبح الأفريقي الأكثر تسجيلا للأهداف في الدوري الأقوى في العالم، وهو رقم سهل وقريب من التحقيق إن شاء الله قبل نهاية العام الجاري.
تخيل.. نحن نتحدث عن لاعب في نادي المئة بالدوري الإنجليزي الذي يرهقنا ونحن نتابع المباريات من شاشات التلفزيون، فما بالك بواحد تحول إلى أحد أهم نجوم هذا الدوري عبر التاريخ، ونجده في مقارنة مع لاعب آخر يحمل نفس الجنسية مع كامل الاحترام بالتأكيد للجميع.
ودعني أذكرك بأننا في وقت من الأوقات كنا نتابع لاعبينا المحترفين وننتظر مشاركته كبديل لدقائق ونخرج سعداء وفخورين بمشاركته، قبل عصر محمد صلاح الذي رفع سقف طموحاتنا ونخرج من الموسم بحزن شديد حال عدم تتويجه بجائزة هداف الدوري الأكبر والأقوى في تاريخ اللعبة.
وبالانتقال إلى ليفربول أحد أهم وأعرق أندية العالم وصاحب التاريخ الكبير في الكرة الإنجليزية، نجد أن محمد صلاح الذي سيخوض مباراته رقم 100 الليلة على ملعبه، تحول إلى أسطورة من أساطيره في 5 مواسم فقط وسجل أهدافًا في الدوري بنظامه الجديد أقل من جيرارد (120) وروبي فاولر (128) ومايكل أوين (118) فقط، مع العلم أن هذا الثلاثي الأسطوري لم يتوج بالدوري على الإطلاق مع الريدز!
صلاح الذي لعب دورا مؤثرا في تتويج ليفربول العريق بالدوري الأقوى في العالم بجانب أقوى بطولة للأندية الأوروبية وأندية العالم على الإطلاق، ونافس رونالدو وميسي على جائزة الأفضل في العالم، واقترب من إزاحة دروجبا عن عرش الأفارقة في البريميرليج ولازال أمامه الكثير ليقدمه، من غير المنصف أن نضعه في دائرة تقييمنا التي تخطى كل معاييرها بسنوات ضوئية، ولحسن حظنا أنه غير محسوب على الأهلي أو الزمالك ليكون فخرنا به صافيًا دون أي مؤثرات.. فلنستمتع بأفضل لاعب في تاريخ الكرة المصرية والعربية، ولن نكون متحيزين أو مجانين إذا وصفناه كأحد أفضل نجوم الكرة الإفريقية واللعبة على الإطلاق، والذي بالتأكيد يستحق منا كل الدعم والتقدير والاستمتاع في صمت لكل ما يقدمه دون الدخول في مقارنات غير مجدية سواء للملك المصري أو أقرانه من أساطير ورموز الكرة المصرية.