الظن يساوى الوهم، لأنهما معا يقومان على اختلاق وادعاء، لا يعتمدان على أساس ثابت ولا قياس معروف، إنهما نوع من الخلط ينبع من رغبة دفينة فى تشويه إنسان أو تمرير معلومة.
والظن ضد العلم، لذا يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النجم "وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا"، فالعلم له أصول يعرفها أصحاب الأفكار السليمة الذين يتورعون عن العشوائية فى التفكير، ويبتعدون عن القال والقيل ولا يسلكون الطريق السهل، حيث الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، لكنها أفكار مبتورة.
والظن غير الحق، فالحق يدعو إلى الصواب وإلى النجاة وإلى الخير، بينما يدعو الظن إلى الدمار والخراب، وعادة ما ينبع الظن من قلوب مريضة وعقول مشوشة، أرهقتها الأحداث فراحت تستنبط دون سند وتعتمد دون أصل، لذا فإن النتيجة عادة ما تكون كارثية.
الأديان ومن ورائها الثقافات السليمة لا تمنح الظن مساحة، بل تحاصره فى ركن بعيد، وذلك لأن الظن "مؤقت" لا يبنى حضارة بل يهدم ما بنى بالفعل، وذلك لأنه فكرة قائمة على "التخيل" حيث يختلط الصدق بالكذب والحقيقى بالخيالى.
والظن مثل شيطان يتسلط على عقولنا، والخلاص منه ليس سهلا، بل يحتاج مقاومة حقيقية، نرجو من الله أن يعيننا فى ذلك.