ها قد بدأت مبادرة صنايعية مصر تؤتى أكلها، فقد سلمت أمس الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، شهادات الدفعة الأولى لخريجى المبادرة والتى أطلقتها القيادة السياسية بهدف الحفاظ على جزء من ملامح ومفردات الهوية المصرية، والمبادرة ينظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة.
وصنايعية مصر ببساطة هى إحياء للحرف ومنح فرص للراغبين فى لاكتشاف أنفسهم فى مجالات الحرف اليدوية المختلفة، ومنها الخزف – النحاس – التطعيم بالصدف– الخيامية - قشرة الخشب وفنون الحلى.
أنا عادة أنظر إلى مثل هذه المبادرات بمحبة كبيرة، وأرى أنها فى مجملها نوع من الكشف عن هوية مصر، وعودة إلى الجميل من الماضى، فالماضى كما نعرف جميعا حمَّال أوجه، ووجهه الجميل هو الفن بكل أشكاله الثقافية والصناعية، لذا عندما نعود لنحيى الحرف فإنه بجانب كونه فتح باب للرزق، فإنه من جانب آخر إحياء لروح الجمال.
وأعتقد أن المهن والحرف اليدوية تجارة لا تبور أبدا، خاصة إذا كانت متعلقة بما يحتاجه الناس فى أيامهم الحالية، بعيدا عن النظرة السياحية لمثل هذه المنتجات، الأمر فقط يحتاج إلى حسن تسويق وعدم مغالاة، والوصول إلى الجميع.
أتمنى أن يواصل هؤلاء الخريجون من مبادرة صنايعية مصر عملهم وأن يجدوا عناية دائمة من مؤسسات الدولة، بما يشجع من يأتى بعدهم، ويمنحهم أملا حقيقيا.