وضع البرتغالى كيروش، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، نفسه على مقصلة الجماهير فى بداية مهمته، بعد قرار استبعاد الثنائى محمد شريف وأفشة من قائمة الفراعنة استعدادا لمباراتى ليبيا فى تصفيات كأس العالم، هذا ليس بسبب القرار فى حد ذاته، فهو المدرب وهو المسئول عن اختياراته التى سيحاسب عليها، وإنما لغموض القرار نفسه الذى رفضه قطاع عريض من الجماهير المصرية وظهرت اعتراضات بالجملة ضده.
كان من باب أولى أن يعلن الجهاز الفنى القرار بنفسه ويبرر أسبابه أمام الرأى العام، بدلا من أن ينشره عبر موقع اتحاد الكرة، الأمر الذى صنع حالة كبيرة من اللغط، وصنع حاجزا بين الجماهير وجهاز المنتخب، فضلا عن الأقاويل الكثيرة المتناقضة التى خرجت من الإعلام والجماهير، لتسهب فى تفسير القرار دون حقيقة واضحة ما زاد من البلبلة حول الموضوع.
البعض قال إن الجهاز الفنى رأى أن أفشة ومحمد شريف مجهدان ويحتاجان للراحة، والبعض الآخر أفتى أن كيروش صب جم غضبه ضد ثنائى الأهلى بعد مباراة ليبيريا، ورأى أن مستواهما لا يؤهلهما للعب فى المنتخب!.
مؤكد أن الاعتراض على استبعاد أفشة ومحمد شريف له أسبابه المنطقية التى اتفق عليها الجماهير بجميع انتماءاتهم بصرف النظر عن أن الثنائى يمثل الأهلى.
ألم يسأل الجهاز الفنى نفسه أنه رغم اتخاذه قرارات أخرى غير استبعاد أفشة وشريف باستبعاد 9 لاعبين غيرهم، مع ضم ثنائى جديد للمعسكر أحمد فتحى وياسر إبراهيم؟ لماذا قرار أفشة وشريف فقط هو ما نال هذا الاهتمام الكبير؟ بالتأكيد لأنه قرار خاطئ فنيا.
وإذا ما تناولنا الرأيين المنتشرين حول قرار كيروش بأن الثنائى مجهد أو ليس بكفاءة اللعب الدولى، ففى الحالة الأولى كان من الممكن إذا رأى الجهاز إجهاد اللاعبين أن يتعامل مع الموقف فنيا وبدنيا بمنحهما راحة يومين مثلا مع استشفاء سريع يستطيعان من خلالهما استعادة عافيتهما، وبالنسبة للرأى الثانى والمرتبط بمستواهما الفنى فمن ينكر أن شريف وأفشة فى الوقت الحالى من أفضل لاعبى مصر كلا فى مركزه، بل يكاد يكونان رقم 1، ومن هنا وبدافع الغيرة على المنتخب والرغبة فى أن يحشد كل قوته وعناصره الأساسية من أجل تحقيق الفوز على ليبيا، جاء هذا الغضب الجامح.
طب ليه نصنع الجدل حول أنفسنا ونكهرب الأمور بخلق حالة من الضغط صدرها الجهاز الفنى لنفسه فى وقت حرج للغاية يحتاج التركيز الشديد؟!.
المنتخب فى الوقت الحالى يحتاج الكثير من الدعم المعنوى والنفسى من الجميع، فى ظل إقباله على مباراتين غاية فى الأهمية بمشوار الفراعنة فى تصفيات كأس العالم، إلا أن الجهاز الفنى فقد بعضا من الدعم الجماهيرى، بعدما خانه ذكاؤه بتصرف قد يمثل حمى البدايات وما أدراك وما يحدث خلالها، بسبب عدم وضوح الرؤى بشكل كامل وعدم دراسة الوضع داخل المنظومة بمنطقية، بالشكل الذى يسمح بخروج أى قرار مهما كان بالأسلوب الأمثل واللائق.
ملاحظة مهمة تؤكد أن كيروش غاب عنه التعامل النفسى المطلوب داخل المنتخب، والذى يساعد على تقربه من اللاعبين واكتساب ثقتهم مستقبلا، إذ إنه لم يخطر اللاعبين المستبعدين بالقرار بدافع الحرص على حالتهم النفسية والحفاظ على العلاقة بينهم حال إذا ما احتاج أى لاعب منهم فى المراحل المقبلة، وبالتأكيد تجاهل إبلاغ اللاعبين باستبعادهم سيلقى بظلاله على باقى أفراد المنتخب من منطلق إمكانية تعرض أى لاعب لمثل هذا الموقف.
وأيضا تشعر من القرار بدكتاتورية كيروش ، وأنه يسعى ليكون صاحب القرار الأول والأخير فى كل ما يخص اختيارات المنتخب.. هذا يتضح من تصريح ضياء السيد المدرب العام فى بداية تولى الجهاز الجديد مهمته، أفاد فيه أن الاعتماد فى مباراتى ليبيا سيكون على العناصر التى ضمها المعسكر الأخير بولاية البدرى، بسبب ضيق الوقت، لكن الحقيقة جاءت عكس ذلك، وذلك منعا للتأويلات حول تدخل الجهاز المعاون فى قرارات المدير الفني، ليبقى التأكيد أن كيروش يتحمل المسئولية بمفرده.
مؤكد أكثر أن أى موقف يكون فيه رأى الأغلبية هو السائد يكون هو الأصح.. وفى موقف استبعاد افشه وشريف الأغلبية رأت أنه قرار خاطئ.