48عاما مرت على أعظم انتصار عسكرى فى العصر الحديث ولا نقول ذلك بدافع التعصب أو حبا فى قواتنا فى المسلحة وفخرا بانتصارها وإعادة الأرض سيناء الحبيبة إلى أرض الوطن مجددا وإنما ذلك بشهادة جميع الخبراء العسكريين والسياسيين الذى شهدوا بذلك بأن ذلك الإنتصار حطم جميع النظريات العسكرية وأعاد كتابة العسكرى مجددا بفضل جنود بواسل وجيش عقيدته الإنتصار أو الإستشهاد ببطولة فهذا موشى ديان وزير الدفاع الإسرايلى يقول :" إن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا – إسرائيل – لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد .
·
وأوضحت صحيفة هارتس الإسرائيلية :"لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة".
فى هذة الحرب قدم الجيش أعظم الإنتصارات وأروع الملاحم العسكرية لأنها حرب شريفة لم تكن بغرض الأعتداء وإنما كان قوامها هو استرداد الحق والفاع عن العرض هناك عشرات من القصص الأسطورية والبطولات الخارقة والقصص الفدائية التى قدمها أبطال القوات المسلحة وهناك عشرات أو مئات الأحاديث التى تناولت هذه الحرب المجيدة فهل يبقى شىء أخر يقال .
نعم هناك العديد من القصص التى لم تروى وأبطال عظام بحاجة لزيادة المعرفة بهم والحديث عن بطولاتهم والملحمة التى قدموها بشكل مفصل وتقديمهم للأجيال الجديدة لاستخلاص العبرة والمثل واتخاذ هؤلاء الأبطال قدوة ومثل أعلى فهل تم العمل على ذلك؟
لماذا يتم طرح هذا التساؤل لأن هناك الحاجة الماسة لكى يتم تخليد هذه البطولات التى تصل إلى حد الإعجاز بلا مبالغة سواء خلال الحرب أو خلال الأستعداد لها عبر القيام ببعض العمليات التى سبقت الحرب وخاصة العليمات التى كانت تتم خلف خطوط العدو من قبل أبطال الصاعقة المصرية المجموعة 39 بقيادة البطل ابراهيم الرفاعى والتى كانت تتم مع بالتنسيق مع أداء متناغم من قبل رجال المخابرات فى جمع المعلومات بمهارة وفدائية لا تقل عن ما يقدمه أبطال القوات المسلحة فهل تم العمل على إعادة صياغة هذه الأعمال وتقديمها للأجيال الجديدة سواء فى أعمال أدبية شيقة أو من خلال الدراما أو السينما أعمال تراعى التحديات الجديدة وخصوصية هذه الأجيال التى تعاقبت بعد الحرب التى مر عليها 48 عاما كاملة شهدت تطورات وقفزات تكنولوجية متعددة أجيال لها وسائلها المعرفية الحديثة البعيدة عن الطرق التقليدية أجيال بحاجة إلى تأكيد انتمائها الوطنى واعتزازها بترابها الوطنى ومعرفة قيمة قواتها المسلحة ودورها الهام .
الرئيس السيسى لمس هذه الحقيقية الهامة خلال العديد من خطاباته مؤكدا على ضرورة معرفة الأجيال الجديدة والشباب منهم بالتاريخ الوطنى وبطولات القوات المسلحة وذلك بقوله صراحة فى الندوة التثقيفية للوقات المسلحة احتفالا بذكرى أكتوبر :" ليه بقول وبكرر كلامى لأن هناك أجيال لم تشاهد أكتوبر وبحاجة لمعرفته بشكل دقيق وكامل ".
الحقيقة أن الأحتفاء بأبطال القوات المسلحة أمر تحرص عليه الدولة فى مختلف المناسبات و وتكريم شهدائها الأبرار ومصابيها الأبطال ولكن إذا كانت الدولة تؤدى ذلك الدور فمن الواجب على المبدعين والأدباء والفنانين أن يتم التعامل مع حرب أكتوبر بشكل أكثر أحترافى من خلال قصص وحبكة درامية جيدة تبرز هذه الحرب وتضحيات الأبطال وعظمة الإنتصار وهو سهل المنال والتحقق فعن المادة الدرامية فهناك سجل كامل من القصص البطولية التى تصلح كل واحدة كعمل فنى بمفرده سواء بالنسبة للعمليات العسكرية أو الفدائية التى تمت خلال الإستعداد للمعركة أو خلال سير الحرب
فعلى سبيل المثال هناك معركة رأس العش للمجموعة 39 قتال وقائدها الأسطورى ابراهيم الرفاعى الذى يصلح هو نفسه كعمل فنى بمفرده فضلا عن العديد من الشخصيات الأخرى ومنهم اللواء معتز الشرقاوى الذى تم وصفه بالشبح وتسبب فى إصابة الجنود الإسرائبيين بالتبول اللاإرادى بسبب عملياته وغاراته وتم وصفه ايضا بأنه من أقوى وأشرس رجال الصاعقة على مستوى العالم.
وهناك العبقرى اللواء باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام مضخات المياه لإحداث ثغرات فى الساتر الترابى، بجانب الفريق محم سعيد الماحى الذى قال عنه البطل خالد الذكر الرئيس السادات :" قائد مهيب مثل مدفعيته" الذى قاد عملية أكبر تمهيد نيرانى مدفعى عرفته الحروب الحديث فى الحروب الحديثة ووتم وصفه بأنه من أفضل وأقوى 50 عسكريا فى التاريخ العسكرى العالمى .
بجانب الرائد مهندس أحمد حسن مأمون مبتكر المادة التى تم استخدامها فى سد أنانبيب النابلم التى تم وضعها أسفل قناة السويس والتى كان من الممكن أن تحول سطح القناة إلى جحيم مستعر وكان ذلك ضمن العقبات أو المستحيلات التى عددتها إسرائيل معتقده انها تقف عائق أمام عبور القوات المسلحة ولكن هذا البطل استكطاع بذكائه ابتكار مادة توقف عمل هذه الأنابيب وسدها تمام
وهناك من المدنيين الذين ساهموا فى صناعة النصر العظيم إنه العبقرى المخلص الأمين الدكتور محمود سعادة الذى تمكن فك شفرة وقود الصواريخ وإنتاج أكثر من 240 لتر من الوقود المستخدم والمنتهى الصلاحية هذا البطل الذى عاش حياته بلا صخب أو ضجيج ولم يسعى للشهرة شأنه كشأن أبطال القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم هدية للوطن دون انتظار الثمن والغريب أن قصص هؤلاء البطولات لم يتم الإلتفات إليها أو تناولها فى أى عمل فنى على الرغم من قوة تأثيرها وهو أمر محير وغريب فى أن واحد ففى الوقت الذى نمتلك فيه عشرات القصص من الملاحم الحقيقية لا يتم التعامل معها فنيا ودراميا بما تستحقه وتقديمها للأجيال ففى الوقت الذى تخترع فيه بعض الدولة وبعضها دول كبرى بالمناسبة بعض القصص الوهمية وانتاجها فنيا بشكل ضخم وبه العديد من المبالغات وبعض الأكاذيب من أجل تقديمها لمواطنيها وشبابها من أجل الفخر بدولتهم حدث هذا فى الولايات المتحدة نفسها عقب حرب فيتنام وتكشف الحقائق بظهور العشرات من الأفلام التى تبرر هذه الحرب ودوافعها الأخلاقية بغض النظر عما تعرضت له من انتقادات وما تضمنته من مبالغات ولكنها كانت محاولة من دولة تصنف بأنها أقوى دولة فى ستر عورتها أمام شبابها والحرص على تقديم نموذج أعلى لهم عملا بتوصية التقرير الذى اشتركت فى العديد من المؤسسات رفيعة المستوى الأمريكية بعنوان "أمة فى خطر" الصدمة التى عانى منها فى دولتهم وخرج العشرات منهم للغابات هائمين على وجوهم وفقدانهم الثقة فيها .
ولكنننا هنا نملك تاريخ عسكرى فريد وحرب شريفة نعتز بها وأبطال حقيقيون نفخر بهم حقهم علينا أن يتم الإشارة إليهم بالبنان والتذكير بما قدموه لهذا البلد فرض عين على كل مصرى خاصة وعربى عامة.