لماذا يتجمع أولياء الأمور أمام المدارس؟!

لا أجد سبباً منطقياً واحداً لتجمعات أولياء الأمور اليومية أمام بوابات المدارس، يودعون أبناءهم في كل صباح، ويجلسون على الأرصفة انتظاراً لموعد الخروج، الذي غالباً ما يكون بعد الساعة الثانية ظهراً، وهذا السلوك غير المألوف يخلق الكثير من التزاحم والتدافع أمام أبواب المدارس، والتكدس المروري، خاصة من لديه سيارة، لتصبح هذه التجمعات صورة يومية لا تحدث في أي بلد في العالم سوى المحروسة مصر، وتفشت وانتشرت من المدينة، حتى وصلت إلى قرى الريف في الصعيد والوجه البحري. لا أرى مشكلة في اصطحاب أولياء الأمور أبناءهم وبناتهم إلى المدرسة في كل صباح، خاصة تلاميذ الحضانة والصفوف الأولى، والمرحلة الابتدائية، لكن غير مقبول أن يجلس أولياء الأمور في الشوارع وعلى الأرصفة، ينتظرون حتى انتهاء اليوم الدراسي، فهذا لا يكرس إلا فتوراً وضعفاً في شخصية الطالب، الذي تنتظره أمه خارج المدرسة، ويذهب إليها عند الباب وقت "الفسحة"، ليحكي لها ما دار في حصته الأولى، وكيف حصل على الدرجة النهائية في الإملاء، وإهدائه مصاصة أو قطعة حلوى من مدرسة الفصل! لا يمكن لطالب في مراحله التعليمية الأولى أن يبنى شخصيته في هذه الأجواء، التي يسيطر عليها أولياء الأمور، ويتدخلون في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ويتجاوزون شخصية الطالب، لذلك يجب أن نتخلى عن هذه الظاهرة السلبية، ونترك تلاميذنا يعيشون تجاربهم الخاصة، ويستمتعون بأجواء التعلم النشط بحلوها ومرها، ويكتشفون أصدقاءهم، ويتعلمون من التجارب والمحاولة والخطأ، حتى يصلوا إلى قناعات ذاتية، تسهم في بناء شخصيتهم وعقولهم على نحو ينفعهم وينفع المجتمع بهم، دون أن يكونوا نماذج آلية مشوهة، تتلقى التعليمات والأوامر وتنفذها دون تفكير أو استيعاب. أتمنى أن تتصدى وزارة التربية والتعليم، ومديرياتها في مختلف المحافظات لظاهرة تجمع أولياء الأمور أمام المدارس، وإخلائهم بصورة فورية، خاصة أن الأمر تحول إلى ظاهرة ومشكلة تحتاج إلى علاج واضح وتدخل صريح، وإن كنا نرصد هذه الظاهرة في أيام الامتحانات، خاصة المرحلة الثانوية، إلا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة، وعلى "جروبات الماميز" أن تتراجع عن أفكارها في اللقاءات الجماعية بين أولياء الأمور يومياً، خاصة ربات البيوت، اللاتي ينتهزن فرصة بدء الدراسة لخلق تجمعات يومية أمام أبواب المدارس، غالباً ما تكون هذه التجمعات بغرض تحريضي ضد المدرسة والمدرسين والأنشطة، مع العلم أن إرضاء "الماميز" غاية لا تُدرك.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;