إذا كنت من المحظوظين بحضور حفل تخرج طلاب إحدى الدفعات بكلية الشرطة، أو شاهدت الحفل عبر التليفزيون، تلاحظ العروض المبهرة لطلاب أكاديمية الشرطة، تؤكد ما اكتسبوه من احترافية شديدة في المهارات البدنية والرياضية.
وفي حقيقة الأمر، فإن أكاديمية الشرطة، شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، بناءً على توجيهات مستمرة من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتخريج أجيال قادرة على تحمل المسئولية.
الاهتمام بمنظومة التدريب كان على رأس أولويات أكاديمية الشرطة برئاسة اللواء دكتور أحمد إبراهيم مساعد أول وزير الداخلية، وهو ما يظهر في ميادين القتال ومسارح محاكة الجريمة، وقدرة طلاب الشرطة على تجاوز الحواجز لمسافات طويلة، والتسلق لمباني شاهقة الارتفاع، واقتحام الأماكن الوعرة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما يتم تدريب الطلاب على الـ"باركور " Parkour" وهي عبارة عن مجموعة حركات يكون الغرض منها الانتقال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب" بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة، وذلك باستخدام القدرات البدنية، وقد وُجد الباركور أساسا كطريقة جديدة ومختلفة لتخطى العقبات أو الموانع، سواء كانت صخور أو قضبان حديدية أو حتى جدران.
وتساهم تدريبات الباركور التى استحدثها أكاديمية الشرطة، فى التعامل مع العناصر الإجرامية أثناء اقتحام الأوكار بالمناطق الجبلية والصحراوية، مما يساهم فى إحباط الأعمال التخريبية.
ويتم تدريب رجال الشرطة من خلال تدريبات الباركور على اقتحام الأوكار من خلال تسلق الأسوار، والاستعانة برجال المفرقعات لفحص أية مواد متفجرة تكون داخل الأوكار، حيث يرتدى رجل المفرقعات بدلة واقية تزن نحو 39 كيلو، ويستعان بالكلاب البوليسية لتفتيش الوكر قبل دخول رجل المفرقعات، حفاظاً على العنصر البشرى، ويتم التعامل مع المواد المتفجرة بواسطة الأدوات الحديثة وابطال مفعولها.
التطور الكبير الذي تشهده أكاديمية الشرطة، لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما صاغت كلية الشرطة خطط وبرامج العمل مستهدفة غاية أساسية وهى إعداد خريج متكامل يلقى رضا كل من يتعامل معه مستلهمة من متطلبات الجودة الشاملة سبيلاً ومعياراً وتحدياً وضرورة أملتها طبيعة الحياة المعاصرة، ويمكن بلورة أهداف كلية الشرطة التعليميـة في تطوير الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب، من خلال الاهتمام بعناصر ومقومات نجاحها التى تتمثل فى كل من: أعضاء هيئة التدريس، والمقررات، وطرق التدريس، والموارد التعليمية المتاحة"، وذلك بما يتوافق مع تطورات وتحديات العمل الأمنى وبما يسمح بتكوين كوادر تلائم احتياجاته، والاهتمام بتطوير نظم وسياسات القبول والاستفادة مما تسفر عنه عمليات المتابعة والتقييم لهذه الإجراءات، عملاً على اختيار أفضل الطلاب من بين المتقدمين للالتحاق بالكلية، وتوفير مناخ دراسى ملائم للطالب يلبى طموحاته ويتجاوب مع قدراته، ويمنحه الفرصة لاستغلال ملكاته الذهنية والبدنية ، بهدف إعداد منتج أمنى يمتلك خلفية علمية أكثر تباينًا وشمولية، والاهتمام بالدراسات المتعلقة بحقوق الإنسان، وإعداد الكوادر العلمية المناط بها تدريسها، نظراً لما تمثله تلك الدراسات من أهمية باعتبارها أساسا دستورياً وشرعيا لعمل جهاز الشرطـة، وحصول الضباط علي الدراسات العليا وابتعاثهم للخارج وتوفير مناخ علمي لإعداد دراستهم المتخصصة.
وتسعى كلية الشرطة إلى تحقيق الجودة فى كافة العمليات والبرامج المنفذة، وإنشاء نظام فعّال يرتقى بالعمليـة التعليمية والتدريبية والانضباطية والبدنية، ويصل بها للريادة وتبؤ مكانة علمية وتدريبية مرموقة بين الكيانات المُماثلة على الصعيد الاقليمى والدولى، من خلال توفير بيئة تعلُّم فعّالة تضمن تحقيق جودة المنتج الأمني، على نحو يحقق التميز لخريجيها فى المستوى العلمى والمعرفى والمهارى والبدنى، وإمداد الطلاب بالخبرات النظرية والعملية التى تتواءم مع احتياجات الواقع الأمني، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على استمرارية تطوير المناهج الدراسية وابتداع وسائل تعليمية مُتطورة، مع الاستعانة بخبرات القيادات الأمنية فى كافة مسارات العمل الشرطى، والاهتمام بالنواحى الثقافية والفنية والإبداعية للطلاب والدارسين بكلياتها ومعاهدها.