لقد كان مولد نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بداية حضارة أشعت بنورها العالم أجمع، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقى، "ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء"، فما أجمل أن نستشعر جميعا فى هذه الذكرى العطرة والخالدة تاريخ العزة والكرامة والمحبة والإنسانية ومحاسن الأخلاق.
وبعيدا عن الجدل حول جواز الاحتفال من عدمه، فقد أقر أزهرنا الشريف ودار الإفتاء بشرعية الاحتفال طالما يقصد تجمع الناس على الذكر، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ وإعلان المحبة لسيدنا المصطفى، وإعلان الفرح بيوم مجيئه الكريم إلى الدنيا، فميلاده كان ميلادًا للحياة.
نعم، فإن يوم ميلاد النبى الكريم سببُ كلِّ نعمة فى الدنيا والآخرة، فيجب علينا أن تُستغل هذه الذكرى الخالدة بكل ما هو مفيد من عمل الخيرات والمسرات، فما أجمل من تجميع أطفالنا وأهل بيتنا على فيض من المواقف النبوية السمحة، والتعرف على محاسن أخلاقه وسيرته العطرة، وخاصة أننا في حاجة ماسة إلى هذه المحاسن في ظل مستجدات العصر والحداثة التي تسببت في تهميش كثير من قيمنا النبيلة، وكانت لها تأثيراتها على ثوابتنا الأخلاقية والوطنية.
وأعتقد أننا لو فهمنا المعنى الحقيقي للاحتفال بمولد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، ستختفي مفاسد كثيرة تؤرق أمن المجتمع، وتكثر بيننا مكارم الأخلاق، وقيم التسامح والتعاطف والتراحم، وسنسعى جميعا نحو العمل والبناء والإصلاح لا الدمار والتخريب، وذلك من خلال احتفال فعلى ليس احتفالا كلاميا.
وما يجب أن نضعه في الاعتبار أثناء احتفالنا بهذه الذكرى العطرة والخالدة، ضرورة مراعاة الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه، والبعد عن أي شىء يتنافى مع تعاليم النبي المحتفى به، وأن يكون رسولنا الكريم هو القدوة والمثل.
وختاما، نستطيع القول، إن الفرح بنبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" مطلوب في كل وقت وكل حين، لكن يتأكد هذا الفرح في ذكراه الخالدة، فمحبة النبى من أصول الإيمان، فقد قال عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، بل زاد وقال، "وولده والناس أجمعين".. فاللهم صل وسلم عليك يا خاتم المرسلين..