في ظل سيطرة السوشيال ميديا، والخوف من مخاطر حروب الجيل الرابع التي تعتمد على الكلمة كسلاح فتاك، تأنى معركة بناء الوعى مهمة قومية ومسئولية تضامنية للجميع، مؤسسات وأفراد، وخاصة فيما يتعلق بإطلاق الشائعات والأكاذيب أو السعي نحو التشويه والتضليل، وهو ما يتطلب منا جميعا شحذ الهمم للمواجهة والانتصار في هذه المعركة التي تستهدف قطعا ضرب استقرار الوطن وهز الثقة بين الدولة والمواطن.
وأعتقد، أن الإعلام والثقافة والفن أكثر القطاعات التي تلعب دورا محوريا ورئيسيا في صناعة الوعى، فقولا واحد عندما تقوم تلك القطاعات بدورها وبمسئوليتها تغلق الأبواب فورا أمام قوى الشر والظلام، فلا يستطيعون تحقيق أهدافهم الخبيثة ولا أغراضهم المسمومة، بل أن حيوية هذه القطاعات تساهم بقوة في صناعة الوعى لدى المواطن العادى وذلك ببث روح الانتماء لديه أو تعزيز هويته.
ولا أحد ينكر دور الإعلام والفن، خلال السنوات الماضية، في تسليط الضوء على إنجازات الدولة ومشروعاتها القومية، لكن التحديات كثيرة وخطيرة، وهو ما يتطلب دورا أكثر ومسئولية أكبر أمام ما يثار من حملات تشويش وتشويه لما تقوم به الدولة من إنجازات ومشروعات قومية.
وعلينا أن لا ننسى أن وعي المواطن هو الرهان الحقيقى في أى معركة لأنه يسهم قطعا في دعم قدرته على التحمل ومساندة الدولة ضد المخاطر، وخاصة أنه يتعامل يوميا مع تكنولوجيا مخادعة غير مرئية تتلاعب بالمشاعر والأهواء، ودائما تسطيح الأمور وتفاهات الحديث الأكثر انتشارا، وهو ما يتطلب الاحترافية في الردا وغلق أى محاولات للتشويه.
وأخيرا، نستطيع القول، إن صناعة الوعى أصبحت ضرورة حتمية وليست رفاهية في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة، لذا يجب على الجميع التسلح بالمعرفة والفهم السليم تجاه تلك المخاطر التي تحاك ضد الوطن والمواطن، والتركيز على بناء الشخصية الوطنية التي تسعى للبناء والإصلاح والتعمير، وذلك لا يتأتى إلا من خلال بقيام الجميع بدورها المواطن ومؤسسات الوطن، من إعلام وثقافة وفن وتعليم، فالمسئولية تضامنية ليضمن الجميع مستقبلا مشرقا..