ما أقسى الحروب وما أشرها، وما أكثر ضحاياها، ما بين قتيل ومشرد ومجنون ومصاب ومريض وجائع، أشكال وأنماط كثيرة لا يمكن الإحاطة بها أو معرفة ظروفها، ولكن بالأمس القريب فقط تعرفت على نوع جديد من ضحايا الحرب هؤلاء الذين تم إعدامهم بتهمة الجبن فى الحرب، ولك أن تعرف أن بريطانيا العظمى نفذت هذا الحكم فى 306 من جنودها فى الحرب العالمية الأولى.
هذا ما نعرفه عن بريطانيا لكن بالتأكيد هناك الكثير الذى حدث فى أرص المعركة فى كل الدول التى اشتركت فى هذه الحرب السيئة، وحتما لا يزال يحدث فى كل الحروب.
الذين قاموا بهذه الأحكام لا يعرفون أن معظم الجنود كانوا أطفالا تقريبا أخذوهم من الدار إلى النار، كما يقولون، لا يعرفون شيئا فجأة وجدوا أنفسهم مطالبين بالقتل والمواجهة عن أماكن ربما كانوا يشاهدونها ويسمعون عنها للمرة الأولى فى حياتهم.
الذين قاموا بهذه الأحكام لم ينتبهوا إلى الصدمات التى يتعرض لها الجنود جراء القصف والخوف من الموت، ما يسبب لهم أمراض نفسية وأعراض عصبية متعددة.
المهم أن عدة حكومات بريطانية متعاقبة رفضت مناشدات عائلات الضحايا بالعفو عن أجدادهم وتكريمهم إلى جانب بقية الجنود الذين قتلوا فى الحرب العالمية الأولى، حتى جاءت سنة 2006، وبدأت الحكومة تنظر بصورة مغايرة بعض الشيء إلى هؤلاء الضحايا.
حكايات غريبة ومحزنة من الحروب وأحداثها وما يجرى فيها تدل على أن هذه الحروب قاتمة وقلبها أسود بالفعل.