المتاحف والمواقع الأثرية هى محط اهتمام الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية، حيث بدأت مشروعات قومية لتطوير المناطق الأثرية بشكل كبير وبأحدث الطرق العلمية الحديثة، وقد حظيت من قبل بزيارة متحف سوهاج القومي الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، فى الجهة المقابلة لمبنى المحافظة، ويحدُّه من الشمال مبنى نقابة المهندسين، ومن الجنوب فندق سياحي، ويبعد عن مقر الجامعة بنحو 200 متر.
متحف سوهاج تم تنفيذه على أعلى مستوى سواء من ناحية إنشاء المبنى أو من خلال طريقة العرض المتحفي الذي يشعرك للوهلة الأولى لدخولك المتحف وكأنك تتجول فى متحف عالمى، فكل قطعة تم وضعها بحساب حتى الإضاءة الخاصة بها تذهب نحو القطع، وكل ذلك يجعلك تقف أمام الكنوز المصرية القديمة فترة طويلة لتتأمل عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة.
استطاعت الدولة أن تضع على عاتقها فتح المتاحف المعطلة منذ سنوات طويلة، حيث ظل متحف سوهاج تحت الإنشاء لمدة ربع قرن، إلى أن تم افتتاحه في عام 2018م، بتكلفة وصلت إلى 72 مليون جنيه، ويعرض على مساحة 8500 متر مربع تقريبًا، ليضم حيث يعرض أكثر من 7000 قطعة أثرية من مختلف العصور، وينفرد المتحف بعرض عدد من المومياوات النادرة.
ويتضمن المتحف 6 قاعات للعرض، تعرض مختلف المعلومات عن الملوك والشخصيات المهمة، فتستعرض كل فاترينة عرضًا متحفيًا كيف أصبح الملك الحاكم هو محور الدولة منذ آلاف السنين، ويظهر ذلك من خلال تكرار اسم الحاكم أو الملك، ليس فقط على التماثيل الخاصة به أو معبده أو مقبرته، بل يظهر أيضًا على قطع أثرية أخرى تخص الشخصيات التي تولت العديد من المناصب العامة بالدولة.
وكما ذكرنا نجحت الدولة المصرية متمثلة في وزارة السياحة والآثار بتصميم المتحف بشكل عصري بحيث يمتزج فيه عبق الحضارة الفرعونية، مع حداثة الدولة، إضافةً إلى بناء مرسى سياحي للسفن يخدم البواخر السياحية أثناء رسوِّها في المنطقة، لتسهيل حركة نقل السائحين للمتحف.
وفي متحف سوهاج الذي يمثل جزءًا من التراث الشعبي للمحافظة، إذ يحتوي أهم حرفها وصناعاتها، لم يكن الأمر مقتصرًا على زيارة أبناء المحافظة فقط أو السائحين، ولكن من الضروري أن يخصِّص أبناء جميع المحافظات لزيارة هذا المتحف المتميز الذي يستعرض تاريخ المصري القديم.. حفظ الله الوطن.. تحيا مصر.