مؤكد أن قرار إلغاء مد حالة الطوارئ فى مصر قرار تاريخى بمعنى الكلمة، وله دلالات مهمة، ويعكس حالة الاستقرار الأمنى والاقتصادى الذى تشهده الدولة المصرية فى كافة القطاعات، فالعالم كله يرى حجم الإنجازات والإصلاح الذى يتم على الأراضى المصرية، وكلنا رأينا إشادات المؤسسات والمنظمات الدولية والعالمية بما يحدث من تنمية شاملة حتى فى ظل التحديات التى تعانى منها المنطقة، وفى ظل التحدى الأكبر الذى ما زال يعانى منه العالم ويتجرع ويلاته ألا وهو وباء كورونا الذى تسبب فى وفاة وإصابة ملايين البشر، وانهارت اقتصاديات عالمية ومنظومات صحية عظمى بسببه، ورغم ذلك شهد القاصى والدانى بما حققته مصر من إجراءات وقرارات، فقولا واحدا لولا هذا الاستقرار وتلك النهضة ما مرت هذه الجائحة بسلام، وما كان تم اتخاذ هذا القرار.
نعم قرار إلغاء مد حالة الطوارئ مؤشر حقيقى يبشر بأن القادم أجمل، ويعكس حالة الازدهار التى يعيشها المصريون الآن، بعد رحلة من الصبر والمواجهة والكفاح خلال السنوات الماضية، والأهم التضحيات التى قدمها الشعب من شهداء وأبطال فى مواجهة الإرهاب، فلولا هذه التضحيات ما تحقق هذا الاستقرار ولا هذه التنمية، وهو ما أكد عليه الرئيس، عندما كتب على حسابه بـ«فيس يبوك»: «يسعدنى أن نتشارك معاً تلك اللحظة التى طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار فى المنطقة؛ ومن هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد".
مصر بلا طوارئ وهو ما يبشر بالأمل، ويؤكد أننا أمام إرادة صادقة نحو بناء جمهورية جديدة بالفعل لا بالقول، جمهورية الشعب هو صانعها، وعمادها البناء والتنمية والإصلاح، وذلك من خلال استراتيجية قومية لبناء الإنسان والحجر معا تم وضعها والبدء فى تنفيذها بالفعل، فكم من مشروعات قومية تنفذ الآن؟ وكم من إنجازات فى كافة القطاعات تتحقق على أرض الواقع؟ فيكيفك فقط التجول ولو مرة واحدة فى شوارع المحروسة وأنظر إلى المحاور والكبارى والمدن الجديدة الى أقيمت مكان المناطق العشوائية، ويكفيك فقط أن تشاهد ما يحدث فى الريف المصرى من عمار وتنمية وإصلاح وتكافل اجتماعى، فلك أن تتخيل عظمة تغيير حياة 58 مليون مواطن ريفى للأفضل.
وختاما، نستطيع القول، إن قرار إلغاء مد حالة الطوارئ يؤكد نجاح التجربة المصرية بعد 30 يونيو، ويكشف كيف استطاعت هذه التجربة أن تجعل من مصر دولة آمنة ومستقرة العالم كله يشير إلى ما تفعله من إصلاح وتعمير بالبنان، بل يكشف كيف استطاعت هذه التجربة أن تعيد لمصر مكانتها وريادتها فى وقت تتهاوى وتتساقط حكومات ويعم الخراب والدمار فى كثير من الدول، لكن والحمد الله أصبحت مصر بلا طوارئ، فاللهم احفظ مصرنا الغالية..