المتتبع لمعدلات الإصابة بفيروس كوفيد 19 فى موجته الرابعة، خلال الأيام الماضية، يجد أنها فى تزايد ملحوظ، لكن ما يطمئن أن هناك تأكيدات مستمرة لمسئولى الصحة فى مصر، بأن الأمور بشكل عام ليست مقلقة، وأنه جار السيطرة والتعامل بشكل مثالى.
لذلك، فالأمر يتوجب علينا مواصلة الحذر والاستمرار فى اتباع الإجراءات الوقائية كتحقيق التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة، حتى تمر ذروة الموجة الرابعة بخير وسلام، دون أن يفقد أحد عزيز لديه أو نساهم فى تفاقم الوضع، لأن الالتزام بهذه الإجراءات هو السلاح الأول فى مواجهة هذا الوباء.
نعم، اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية، سلاح مهم فى المواجهة، باعتباره أنه الحقيقة الوحيدة التى لم يختلف عليها أحد منذ بدء الجائحة، فهناك اختلافات كانت ولا زالت حول أمور طبية ودوائية، وأخذ ورد نراه يوميا فى الدوريات العلمية، لكن الالتزام بقواعد الوقاية من المسلمات التى لا خلاف عليها.
ويأتي التطعيم وأخذ اللقاح، بمثابة السلاح الثانى والحقيقة الثانية فى المواجهة، والتى لا غنى عنه فى الحماية من هذا الخطر، ونحن وبفضل الله وبفضل مجهودات الدولة المصرية، هناك طفرة كبيرة فى معدلات التلقيح للمصريين، وذلك سببه نجاح الدولة فى توفير كميات كبيرة من اللقاح والتوسع فى مراكز التلقيح، وضخ الاعتمادات المالية المطلوبة لضمان توفير العدد الكافى من اللقاحات، وها نحن جميعا نرى القوافل الطبية فى الشوارع ومراكز الشباب والوحدات الصحية والجامعات تجوب المحافظات لتلقيح المواطنين بشكل ميسر ومجانى ودون أى عناء، فى مشهد يعكس حرص الدولة على صحة مواطنيها وإرادة صادقة للسيطرة على الجائحة.
والمهم أيضا، أن كافة الجهات بالدولة تسعى جاهدة لتوفير أكبر قدر ممكن من اللقاحات بالتوزاى مع عمليات التصنيع والإنتاج التى تتم على قدم وساق فى مصر.. وكذلك الحرص على توفير كافة الأدوية بشكل عام، وخاصة الأدوية التى تساعد فى علاج مرضى كورونا مثل أدوية تقوية جهاز المناعة وأدوية الأمراض المزمنة، وكذلك الاستعداد الكامل فى مستشفيات العزل، وتوفير كميات الأكسجين الطبى كمخزون استراتيجى قومى.
لذا، نقول، إذا كان ما ذكرناه أمور مطمئنة ومبشرة، فمن الأولى أن لا يكون هناك تهاون ولا استسهال، فنعم الحياة دون قيود نعمة كبيرة نتمناها جميعا، لكن الحفاظ على النفس وحمايتها ضرورة فرضية، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"،.. لذلك فالوعى بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية المتبعة والحصول على اللقاح ضرورة حتمية مهما كانت التوقعات، لأنهما حائط الصد الوحيد ضد هذا الخطر ليكتب الله لنا جميعا النجاة..