نقطة إيجابية تصب في صالح مشاهدة ممتعة لقمة الأهلي والزمالك الجمعة، كونها تأتى مبكرا بالأسبوع الثالث من الدوري، ما يرفع الضغوط عن اللاعبين داخل الملعب، إزاء إمكانية التعويض لكلا الفريقين فيما هو قادم من المباريات حال خسارة أيهما.
ورغم حالة الهدوء النسبي المنتظر أن يخوض به الأهلي والزمالك اللقاء، إلا أن القمة دائما ما يكون لها حسابات خاصة بين اللاعبين والجماهير، والدوافع دائما ما تكون موجودة تحت أي ظروف لتحقيق الانتصار باعتبارها بطولة خاصة الفوز بها لها طعم خاص وتبقى ذكرياتها حاضرة مهما طالت السنين.. ومن هنا تأتى السخونة والحماسة داخل الملعب.
فنيا لا توجد كفة تغلب على الأخرى ما بين الزمالك والأهلى قبل القمة، كلا الفريقين فاز في أول جولتين ولم يكن الأداء في اللقاء الثانى لكلا الفريقين على ما يرام، إذ بدأ الأهلى المسابقة بشكل ولا أروع أمام الإسماعيلى بخطة جديدة فاجأت الجميع، وخالف في المباراة الثانية أمام البنك الأهلى ما حدث في الأولى وظهر على غير ما يرام.. كذلك الزمالك لعب مباراة كبيرة أمام إنبى في الأسبوع الأول ولم يكن الأمر كذلك في اللقاء الثانى أمام طلائع الجيش.
المشكلة القائمة في الأهلى، تتمثل في تخبط موسيمانى المستمر في البناء الخططي للفريق، والتغيير الكثير في طريقة اللعب، وهو ما يربك اللاعبين ويجعلهم يفتقدون الانسجام المطلوب ويؤثر سلبا على الأداء داخل الملعب، لدرجة تدفعهم إلى اللعب بالمزاج .. وهذا حدث بالفعل وكشفه موسيمانى بنفسه بتأكيده على أن اللاعبين لجاءوا إلى الكرات العرضية في مباراة البنك الاهلى وهو لم يطلب منهم ذلك.. إذن هناك خلل في العلاقة الفنية بين اللاعبين والمستر الجنوب أفريقي ، عليه البحث عن علاج لها لإنقاذ السفينة.
المشكلة الدائمة في الزمالك، تتمثل في عدم جرأة كارتيرون واللعب بواقعية تصل أحيانا حد الرتابة، وهو ما يعجزه عن إحداث تطوير في مستويات بعض اللاعبين حال هبوط أدائهم والمثال الأبرز على ذلك اللاعب المغربي أشرف بن شرقى الذى يواصل اهداره الفرص السهلة للغاية أمام المرمى كل مباراة وبكل رعونة، وكارتيرون صامتا عن إحداث الفارق لصالح اللاعب الذى يبدو ان الحديث الكثير عن تجديد عقده أبعده عن تركيزه، وهو ما يحتاج تدخل من مدربه لتحقيق الاستفادة من موهبته وتقديم الإفادة للزمالك.
بعيدا عن الفنيات.. هناك أمور كثيرة سيطرت على أحاديث لقاء القمة، شغلت حيزا من تفكير الجماهير والرأي العام، وكانت محل جدل ونقاش كبير من جميع الأطراف وفى بعض هذه الأحاديث تتوه الكثير من الحقائق.
مثل حكم المباراة الذي ظهر تجاهه نوع من عدم الرضا دون حتى تسميته أو الإعلان عن هويته.. الكثير من الحكام عليهم تحفظ من الجماهير والمسئولين هنا وهناك، وهذا لمجرد هواجس تسيطر على البعض في الأهلي والزمالك بان الحكم الفلانى يتحيز للمنافس ويسعى لمجاملته.. وذلك في الحقيقة أوهام غير حقيقية ، ربما يحكم الأمور في ذلك الأهواء والواضح أن المنتمى لأى فريق يريد أن تكون كل القرارات لصالحه ويتغاضى عن الأخطاء لو جاءت لفريقه ويكيل الاتهامات ويعلق المشانق لصالح المنافس حتى ولو كان صحيحا .. انتقاد لمجرد الانتقاد والسلام.. وهنا نتمنى من الجميع عدم تصيد الأخطاء للحكام أو الترصد لقرارتهم، وفى المقابل نأمل أن يكون الحكام على مستوى الحدث ويقودون مباريات الدوري بكل شفافية تبعد عنهم أى اتهامات، خاصة وأن أى شبهة مجاملة لطرف على حساب الآخر، تقلل من رصيده وتضعف فرصه في نيل شرف التحكيم في المحافل القارية والدولية.. وهذا واضح فعليا في عدم وجود حكم مصري يشارك في كأس العالم 2022 حتى الآن رغم المحاولات التي تجرى في هذا الصدد.
مخرج المباراة، كذلك نال حيز من اهتمام الجمهور وانقسمت الآراء عقب الإعلان عن تولى محمد نصر إخراج اللقاء بداعى ميوله الأهلاوية التي دائما ما يكشفها بنفسه على الملأ، لدرجة دفعت إدارة الزمالك للتجاوب مع الاعتراضات واعترضت هي الأخرى بشكل رسمي للجهات المعينة مطالبة بتغيير المخرج.. وسط هذا الاحتجاجات على المخرج إلا أن الواقع والفعل في المباراة سيظهر عكس ذلك بكل تأكيد، من منطلق العمل الاحترافى الذي مفترض أن يتبعه نصر وغيره من كل العاملين في العمل العام، بتنحى الميول والأهواء جانبا والتركيز على إخراج المباراة بكل حيادية وفقا للأعراف المتبعة في هذا الشأن خاصة وأنه ستكون هناك رقابة من أعلى الجهات حرصا على المساواة بين جميع الأطراف.