الحديث عن المقاومة ليس مثل المشاركة فيها، لذا مهما تحدثنا عن مقاومة شعب بورسعيد العظيم ضد العدوان الثلاثي فى سنة 1956 فلن نوفيهم حقهم، فى ذكرى بطولاتهم.
ومع ذلك أحب دائما أن أتخيل حالهم بينما قوات ثلاث دول تسعى لضرب الوطن والسيطرة على المدينة الباسلة، وكيف شعر رجالها بداية بالتوتر ثم اتخذوا قرار المقاومة، والقيام بالدور المنوط بهم تجاه وطنهم.
لا يستطيع أحد أن يزايد على دور مدن القنال، ومحبتهم لوطنهم، لقد خرجوا بصدور عارية وأياد قوية وأجساد عفية لينصروا أنفسهم، خرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل الحق.
قام الجيش البريطاني بعمليات إنزال في مطار الجميل غرب المدينة، بينما كان الإنزال الفرنسي في منطقة الرسوة جنوب بورسعيد، بجانب الإنزال البرمائي البحري، والإنزال بالهليكوبتر البريطاني.
لذا شعر البورسعيديون بالإهانة، كيف لجيوش الاحتلال أن تتعامل معهم بهذه الخفة أن تظن أنهم لقمة سائغة، فبدأت المقاومة، فكان القتال يدور من منزل لمنزل، لقد كانت حرب شوارع، تم التخطيط لها وفقا لتنظيم محكم، من قيادات الجيش المصري.
يكفى أن نعرف أن المقاومة نجحت فى أٍر الضابط "أنطوني مور هاوس"، ابن عمة الملكة أليزابيث، ملكة إنجلترا، واغتيل الماجور جون وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد، وقد قام بهذه العملية أحد أفراد المقاومة السيد عسران، وقامت المقاومة، بالتعاون مع مجموعة الصاعقة، بمهاجمة الدبابات البريطانية بالصواريخ في شوارع بورسعيد، بقيادة بطل الصاعقة الملازم إبراهيم الرفاع.
من حق أهل المدينة الباسلة أن نتذكر بطولاتها، وأن ندعو وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة للإشادة بكل ذلك.