مصر تنتصر فى معارك النفس الطويل.. وتطبق نظرية الصبر الاستراتيجى بمهارة فائقة

الاستقبال الحافل، للرئيس عبدالفتاح السيسى، والمغلف بكل أنواع التقدير والاحترام والاهتمام، من زعماء العالم، المشاركين فى قمة المناخ، التى عقدت خلال الأيام القليلة الماضية فى جلاسجو بأسكتلندا، إنما يؤكد الثقة الكبيرة فى النظام المصرى، وما يبذله داخليا من إنجازات شبيهة بالمعجزات، بجانب سياسته الخارجية القوية والصارمة، القائمة على الشرف والثقة واحترام التعهدات والمواثيق. ومن بين الزعماء الذين استقبلوا الرئيس السيسى، بحفاوة وتقدير بالغين، من كانوا بالأمس القريب، يحملون فى جعبتهم رفضا للتفاهمات مع مصر ونظام 30 يونيو، وعدم إدراك عن وعى زائف، بأن النظام المصرى جاء بإرادة شعبية شبيهة بالإجماع، وليس الأغلبية فحسب، وما بين الأمس واليوم، جرت فى النهر مياه كثيرة. لكن يتبقى عاملان رئيسيان، فى أن النظام المصرى أجبر ألد معارضيه خارجيا على تغيير سياساتهم من النقيض إلى النقيض، بما دشنه من نظرية الصبر الاستراتيجى، وعناصرها التريث الرشيد، والقدرة على ضبط النفس وعدم الانزلاق فى معارك جانبية داخليا وخارجيا، تحول دون تحقيق هدفه الجوهرى فى الإعداد والتأهب لمعركة البناء والتقدم والازدهار، كما أبدع النظام المصرى فى خوض معارك النفس الطويلة، بوعى ومهارة، وبحسابات منطقية عاقلة، ورؤية وبصيرة فى قراءة الواقع قبل وأثناء وبعد 30 يونيو 2013. والحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، أن سياسة مصر الخارجية، أُديرت بمهارة وحنكة مذهلة، ورسخت لمصر شكلا ومضمونا، ويوما بعد يوم، يزداد النضوج، وتتراكم الخبرات، فى قراءة الخرائط، وأوراق ملفات المنطقة الساخنة منها قبل الباردة، ووضعت لكل ملف، خططه الخاصة به، وحققت نجاحات مذهلة. وما كان للملف الخارجى، أن ينجح بهذا الشكل المذهل، إلا بعد النجاح الأكبر والأهم داخليا، بدءًا من إعادة الأمن والاستقرار، وهيبة الدولة بعد سنوات من الفوضى الخلاقة، ومرورًا بإزالة كل المعوقات والتحديات الاقتصادية الصعبة، واعتبار أن الوقت جزء جوهرى من الحل، بجانب أن قوة عضلات إرادة النظام والشعب، معًا، فى إعلاء فضيلة الصبر والنفس الطويلة، أتت كل الثمار الطيبة. فالنظام الذى يستطيع أن يحبط مخطط وصول بلاده إلى حافة الاحتراب الداخلى، الذى كانت تقوده أخطر التنظيمات الإرهابية، المتدثرة بعباءة الدين، وأن يضع حدا للتدخل الخارجى والعبث بمقدرات الشعب المصرى، وأمنه القومى الذى كان مباحا ومنتهكا، ويطفئ النار المشتعلة فى المحاور الاستراتيجية الأربعة، فهو نظام يجبر أعداءه قبل أصدقائه على احترامه وتقديره. النظام الذى يقود بلاده من شبح الانهيار والإفلاس، والضعف والترهل، إلى ركب الدول المتقدمة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وأن تصبح الرقم الأهم فى معادلة القوة والتأثير إقليميا ودوليا، وترسم الخطوط الحمراء، لا يستطيع كائن من كان تجاوزها، فهو نظام يحوز على كل درجات الإعجاب والانبهار. انطلاقًا من هذه المسلمات، كانت الحفاوة والتقدير والاحترام الذى استقبل بها زعماء العالم المشاركون فى قمة المناخ التى أقيمت فى جلاسجو، بأسكتلندا، الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، ليثبت قدرته وبراعته فى إدارة معارك النفس الطويل، وتدشين نظرية الصبر الاستراتيجى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;