لا يعقل أن يكون بيننا أبطال حرب أكتوبر المجيدة ولا نستفيد منهم أونتعلم منهم، ولا يعقل أن يكون الاهتمام بالحديث مع أبطال أكتوبر " ضباط وصف وجنود ومدنيين" موسميا، في وقت شهر حرب أكتوبر، أو في ذكرى العاشر من رمضان، والكلام هنا أوجهه للحكومة المصرية، وأخص منها عدد من الوزراء بعينهم وهم وزراء التعليم العالى والتربية والتعليم والشباب والثقافة والتنمية المحلية والأوقاف والخارجية والهجرة والعدل والداخلية، بالإضافة لوزير شئون المجالس النيابية، وهنا المقترح بأن يكون هناك خطة واضحة وموقتة بتوقيتات محددة على مدار العام، تشمل عقد لقاءات أسبوعية مع كافة أبطال حرب أكتوبر، بحيث يكون لكل بطل منهم جدول ثابت في جامعة أو مديرية أوقاف أو مركز شباب أو في مجلس النواب أو مع الدبلوماسيين والسفراء والقضاء ورجال الشرطة العاملين في الخدمة وليس الطلاب فقط، وتلك اللقاءات تكون منهج دائم على مدار العام بالتنسيق مع الجهات المعنية في القوات المسلحة وغيرها، وليس الأمر مجرد محاضرة تلقى كل عدة شهور، ولكن منهج دراسى واضح المعالم، نضمن من خلاله التواصل بين الأجيال ونخلق منه حالة من الربط المتكامل مع تاريخنا الأهم والأعظم وهو الانتصار التاريخي في حرب أكتوبر، الذى شهد له العالم بأنه رقم صعب في معدلات الحروب العالمية، ثم أن ذلك يضمن لنا حصيلة ثقافية ووثائقية في غاية الأهمية وبلسان أصحابها.
ومهمة أبطال حرب أكتوبر التي سيقومون بها ليست هينة على الاطلاق، بل هي مهمة قومية، فكيف مثلا لا نستفيد من رحلة خلف خطوط العدو للواء أسامة المندوه، الرجل الذى قضى عدة شهور في قلب العدو وقت الحرب، وساهمت معلوماته فى تغيير كثير من مسارات الحرب، بل ومسار القرار المتخذ حينها، هل بطولة مثل تلك نهملها بكل بساطة، أو نجعلها موضوعا صحفيا أو حلقة تلفزيونية فقط، فالرجل لديه ذاكرة نحمد الله عليها مازالت تحتفظ بكافة التفاصيل والمعلومات التي شارك فيها، فلماذا لا يكون له منهج ثابت على مدار العام في عدد من الجامعات والهيئات والمؤسسات، يقوم فى خلال ذلك من عرض ما مر به، ثم أن حديثه المستمر سيجعله يتذكر مواقف أكثر وأكثر، وتلك المواقف هي مورد هام من موارد تعزيز الانتماء ومعرفة قيمة الوطن لدى المستقبلين لحديثه، ومثله أيضا مئات الأبطال مثل نبيل أبو النجا و يسرى عمارة و محمد زكى الألفى ومحمد عبد القادر ومحى نوح وسمير نوح وكافة أبطالنا العظام الذين سجلوا بطولات عظيمة تفخر بها الأمم.
ولذا فنصيحة أتمنى من الله أن تجد طريقها في خطة عمل الدولة، لعلنا نستفيد من كنوز أكتوبر التي لازالت على قيد الحياة، ولديها من المشاعر والتفاصيل والمعلومات ما يفيد في بناء أجيال بأكملها، ويكون من بيننا عقل يرغب الاستفادة من شخصيات ضحت على الأرض بشكل واضح، وعاشوا بيننا لينقلوا لنا تجربتهم العظيمة، ولهم منا كل التقدير والاحترام.