يحتفل "السناجل" بـ"يوم العُزاب" في 11 نوفمبر من كل عام، لأن الأعداد الأربعة المكونة لهذا التاريخ التي تمثل اليوم والشهر (11 ـ 11) ، تجسد العزلة العاطفية للمشاركين، حيث يُعد هذا اليوم فرصة للتجمع والتعاطف معهم.
هذا الاحتفال بدأ في الصين، وانتشر بعدها في عدة مناطق بالعالم، وبات الاحتفال به سنويا، لدرجة أن الشركات تعلن عن عروض على منتجاتها في هذا اليوم، حتى أن أحد مجموعات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية بالصين حققت العام الماضي في نفس اليوم مبيعات قياسية، في يوم التسوق والتخفيضات الصيني المعروف باسم "يوم العُزاب"، الذي أصبح أكبر مهرجان للتسوق في العالم، حتى حققت خلال 30 دقيقة تقريبا من بدء اليوم بيع بضائع بقيمة 372.3 مليار يوان "56.2 مليار دولار".
ورغم أن بعض الشباب يحتفلون بهذا اليوم، لا سيما الذين لم يرتبطون حتى الآن، ويبادرون بنشر "بوستات" على السوشيال ميديا، تتسم بالدعابة، إلا أن "الزواج" يبقى المشروع الأهم والأكثر قُدسية في حياة الجميع، كونه الميثاق الغليظ، الذي من شأنه إعمار الكون، واستمرار النسل.
إذا كان "السناجل" يحتفلون بـ"العزوبية" يومًا في العام، فالأجدر بالمتزوجين الناجحين في حياتهم الزوجية، الاحتفال بزواجهم يوميًا، لا سيما الزواج القائم على المحبة والاحترام والتفاهم والاحتواء، لا العناد والشقاق والاختلاف.
شُرع "الزواج" ليكون بمثابة "السكن"، وهو تعبير قرآني رائع، "لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، يوحي بتوحد الأرواح وتلاقيها وتفاهمها وانسجامها، والعيش في سعادة ومحبة، حتى تستقيم الحياة، فـ"الحب" شيء لا يُباع ولا يُشترى، لا يُوهب ولا يُستعار، لم يبلغ إنسان من الغني ما جعله يُسيطر عليه، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقده، هو شيء من "صنع الله"، فحافظوا عليه وتحابوا تعيشوا في سلام وأمان.