الموهوبون فى الكرة المصرية قليلون هم.. ورغم ندرتهم لا نستفيد منهم ولا نجد أغلبهم يقدمون فى الملاعب ما يوازى موهبتهم ودائما ما يغيبون عن المباريات ولا يشاركون إلا قليلا، ونجد بعضهم يظهر فى مباراة ويغيب بعدها الكثير والكثير أو آخرين غير قادرين على خوض مباراة كاملة، ومنهم من يشارك لدقائق قليلة فى نهاية المباراة مثل من يمشى على سطر ويسيب سطر.. وفى النهاية تبقى النتيجة الضياع أو ضل الطريق.
حديثى هنا نابع من واقع مباراتى اليوم للقطبين فى الدورى، حيث يواجه الزمالك الإسماعيلى ويلاقى الأهلى المقاولون.. ومن المباراتين يطل علينا أمور مرتبطة بالمواهب هنا وهناك وتحديدا الثنائى أيمن حفى فى الزمالك ومحمود كهربا فى الأهلى.. الأول أعاده كارتيرون لقائمة الفريق أمام الإسماعيلى فى ظاهرة تبدو نادرة، إذ إنه منذ عودته لصفوف الفريق فى يناير الماضى لم يظهر إلا فى مباراة أو اثنتين.. الثانى يواصل موسيمانى استبعاده من المباريات وآخرها أمام المقاولون اليوم.
إذن نحن بين حالتين يمثلان بشكل كبير المواهب الكروية بالدورى المصرى ويعبران عن وضعية اللاعبين أصحاب الإمكانيات الفنية المختلفة.. أيمن حفنى فى محاولات العودة وكهربا فى طريق اللاعودة، وما شابههما الكثير والكثير فى الملاعب المصرية.. النوع الأول تتضاءل موهبته رويدا رويدا حتى يصيبها الضمور والعطب، والبعض الآخر يحاول العودة من غياهب الظلام ومن ينجح فى هذا قليل، فهل يمثل كهربا النوع الأول ويختفى سريعا بمرور الوقت ويخرج من باب الأهلى الضيق، وفى المقابل هل ينجح أيمن حفنى فى العودة من بعيد ويفرض موهبته مجددا حتى ولو لنهاية الموسم الحالى ويعتزل وهو خارج من باب الزمالك الكبير.
فى عالم الرياضة وكرة القدم تحديدا، الموهبة وحدها ليست كافية وتحتاج الكثير من العوامل الأخرى المختلفة حتى تنمو وتسطع، بعض هذه العوامل منها ما هو مرتبط باللاعب نفسه وأهمها تفكيره واحترافيته فى التعامل مع المواقف المختلفة، والبعض الآخر مرتبط بمن حول الموهبة من مسئولين وبيئة قريبة وعلى هؤلاء رعاية الموهبة ذهنيا ونفسيا من البداية وتوفير المناخ المناسب لثقل المواهب والحفاظ عليها من أهواء النفس وأصدقاء السوء.
وياما مرت على الكرة المصرية المواهب فى مختلف العصور والأزمنة، لكنها خرجت ولم تعد إلا ما رحم ربي.