فى ظل تدشين الجمهورية الجديدة، أصبح العامل المصرى على رأس أولويات القيادة السياسية خلال السنوات الماضية، فهل ينكر أحد أن العامل المصرى الآن سواء في الداخل أو الخارج أصبح وقود معركة البناء والعمار التي تجوب أراضى المحروسة من إسكندرية إلى أسوان في مشهد يعكس عودته إلى مكانته الصحيحة، بعد أن أدركت الدولة خلال السبع سنوات الماضية ضرورة توفير البيئة الملائمة للعمل والإنتاج.
وأعتقد أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أيضا، دعم الدولة لعمال مصر، وخاصة بعدما اتخذت الحكومة خلال السنوات الماضية وخلال أزمة كورونا العالمية، العديد من الإجراءات التى ضمنت حقوقهم، وعملت على حمايتهم، وأهم هذه الإجراءات هي وضع حد أدنى للأجور بقيمة 2400 جنيه، تم تطبيقه بالفعل على الجهاز الإدارى بالدولة، ومقرر تطبيقه بالقطاع الخاص أول يناير المقبل 2022، خلاف تفعيل دور المجلس القومى للأجور وإعادة تشكيله، وتفعيله لعمل اجتماعات دورية له لمواجهة ارتفاع الأسعار.
وكذلك ضم العمالة غير المنتظمة لمنظومة التأمينات الاجتماعية، وتفعيل دور النقابات العمالية وتشكيل المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى، لاقتراح الحلول المناسبة للحد من منازعات العمل الجماعية، والإعداد لعمل قاعدة بيانات إلكترونية عن أعداد العمالة وتنظيم سوق العمل بشكل يضمن عدالة التوظيف وشفافية العمل وحماية العمال.
خلاف عدة إجراءات أخرى، لا يتسع المجال لذكرها الآن، لكن ما نريد أن نسلط عليه الضوء خلال مقالنا هذا، أن هذه المساعى الحميدة، كان لها أثر كبير في تراجع معدل البطالة ليسجل 7.3% في الربع الثاني من عام 2021، وكذلك نجاح الدولة فى وضع آليات محددة ومنضبطة لتسفير العمالة المصرية للخارج للحفاظ على حقوقهم ورعايتهم، وذلك من خلال منظومة الربط الإلكترونى بين وزارة القوى العاملة المصرية ونظيرتها فى الدول الجاذبة للعمالة، للقضاء على العشوائية ومواجهة المخاطر التي كان يتعرض لها العامل المصرى في الخارج.
وأخيرا، نستطيع القول، إن عمال مصر نحو مستقبل مشرق في ظل جمهورية جديدة، قائمة على تحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا ما تترجمه وتكشف عنه تلك المشروعات القومية التي تنفذ على أرض الواقع في كافة القطاعات والمجالات، وما تفعله مبادرة "حياة كريمة" في الريف المصرى والارتقاء بحياة 58 مليون مواطن ريفى طالتهم يد التهميش والإهمال عقود طويلة، والأجمل أن هذا يتم وفق استراتيجية وطينة قائمة على بناء الإنسان والحجر معا في ظل تحديات وصعاب تعانى منها المنطقة كلها، بل العالم أجمع..