كنت كلما أقابلها في مكان أسألها ما الشخصية التي تود سهير البابلي تقديمها علي خشبة المسرح وتحلم بتجسيدها، فكانت تقول لي شخصيتين: الأولى بعيدة عن الكوميديا وهي شخصية رابعة العدوية مؤكدة أنها من أكثر الشخصيات صعوبة في تجسيدها وكانت تتمني تقديمها مسرحيا في شكل غنائي استعراضي .
أما الشخصية الثانية فكانت "بكيزة الدرملي" التي قدمتها في التليفزيون كمسلسل وحققت نجاحًا كبيرًا مع الفنانة اسعاد يونس، ثم في السينما كفيلم سينمائي بعنوان "ليلة القبض علي بكيزة وزغلول" شارك في بطولته يوسف شعبان ووحيد سيف، فكانت تحلم بتقديمها مسرحيا في فترة ما ولكن لم يخرج المشروع للنور ولم يتحمس لإنتاجه سمير خفاجة وقتها نتيجة تقديمه كفيلم سينمائي ولم يحقق الإيرادات المتوقعة منه وقت عرضه.
حالفني الحظ مرة أخرى في تكريمها في اليوم العالمي للمرأة بإحدى الاحتفاليات وهو "مهرجان آخر موضة" الذي اختارها كأيقونة من أيقونات المسرح ونموذج للمرأة الناجحة في مجالها، وكانت سعيدة جدا باختيارها وحضرت التكريم وتحدثت معها أيضا عن عودتها لكنها في هذه المرة لم تكن لديها رغبة في العودة وقالت أنها تشبعت بالفن والعبادة والأحفاد لديها أولوية من أي شيء .
كانت بداية سهير البابلي من المسرح، حيث قدمها المُخرج فتوح نشاطي لاحتراف الفن، وساعدها على الانضمام للمسرح القومي، وقالت عنه إنه أستاذها الذي ساعدها في الاحتراف، وكانت هي الوحيدة التي لمع نجمها من دفعتها في معهد الفنون المسرحية، التي درست فيه على يد كبار النجوم منهم حمدي غيث، وعلى خشبة المسرح القومي التقت سهير البابلي بكبار النجوم منهم أمينة رزق وهو ما أهّلها فيما بعد للعب دور البطولة ، وشاركت اعلى المسرح القومي في عروض شهيرة أبرزها : «بيت برنارد ألبا» و«الناس اللي فوق» و«ليلى والمجنون» و«الخال فانيا» ، كما قدمت في مسرح القطاع الخاص عدد لا بأس به من المسرحيات منها : ريا وسكينة ، العالمة باشا ، عطية الإرهابية .