ع القهوة قاعد زى صمت قديم
النار بترعى فى تلج أيامك
لا بتنطفى روحك
ولا بيخلص بياض الموت
عندما تقرأ أى عمل أدبى، ستبحث عن مدى تأثيره فى داخلك، وما أثاره من شجون وما أقامه من علاقات جديدة بالأشياء المحيطة بك، وما دفعك للتفكير فى الموت والحياة والمصائر، ومؤخرا اطلعت على ديوان "شجر مخلوع" للشاعر محمد البرغوثى والصادر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والديوان فيه غناء ورثاء، غناء للأيام الجميلة ورثاء لمرورها وانقضائها.
ويأتى جمال الديوان منذ بدايته، من العنوان "شجر مخلوع" وهو اسم لقصيدة كتبها الشاعر فى سنة 2002 وأهداها إلى ابنه، لكن دلالة العنوان تتجاوز القصيدة المعينة إلى كل النصوص، حيث قسوة الخلع خاصة للشجر المقيم الذى يتحرك من مكانه، ومن بيئته، غصبا عنه، وسنلحظ الحالة الشعورية المسيطرة على القصائد، فلدينا إحساس قوى بالغربة، وذلك على الرغم من تنوع أزمنة كتابة القصائد ما بين عامى (1980- 2004).
نجد فى الديوان حوار بين أزمنة مختلفة وبين أجيال متنوعة، ونقرأ عن أحلام تبدأ وتموت، ونلحظ الزمن وهو يقسو على كل شيء.
يا أمهات الصبايا والولاد
آدى أيامنا
مرمية زى الحقيقة
مرمية زى الحق
زى النضال اللى كان
زى القصيدة اللى كانت بتبشر الإنسان
مرمية زى الجيفة قدامنا
ولأن القصائد حافلة بالإنسانية جاء معظمها مصحوبا بإهداءات، وبالتالى تحولت بصورة ما إلى رسائل جمالية، وظهرت فيها الدراما ولمحنا الشخصيات متجسدة فى صور جمالية.
ظهر محمد البرغوثى فى الديوان شاعرا شعبيا يتذكر ويرثى مهتما بالإيقاع ومحتفظا بفنيات الشاعر الشعبى ومنها الموال:
يا جرحنا اللى عاش
يستنظر اللى ما جاش
انفض رباط الشاش
وانزف