محمد سعيد باشا (1822- 1863) هو الابن الرابع للباشا محمد على، والحاكم الرابع فى الأسرة أيضا، لم يعش سوى واحد وأربعين عاما فقط، ومات فى الإسكندرية، كان فى مجمله شخصية غريبة لا تستطيع أن تفهم قراراته، لأن بها قدرا كبيرا من التناقض.
المشهور عن سعيد باشا أنه منح الفرنسى ديلسيبس امتيازات حفر قناة السويس، وأنه منحها على حساب العمال المصريين الذين عملوا بالسخرة ومات الكثير منهم هناك، كما أنه أغلق المدارس العليا وما يمكن أن يطلق عليه المعاهد الفنية فى ذلك الوقت، وذلك يكشف أن سعيد باشا لم يكن مهتما بالشعب، ومع ذلك تجد قرارات أخرى له فى صالح الشعب منها أنه سمح بتملك الأراضى الزراعية وحدد فترة التجنيد، وغير ذلك.
وتصورى عن هذا التناقض الغريب أن أسرة محمد على كان لا يزال فيهم "فكر" أنهم ليسوا مصريين، وأنهم يحكمون شعبا لا ينتمون إليه، ولم يكن هذا الفكر غريبا فى ذلك الوقت، بل كان سائدا.
وفيما قرأت عن محمد سعيد أنه كان ذا نزعة غربية، ولم يكن هذا سيئا على طول الخط، فاهتمامه بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين مما يحسب له، واهتمامه بإتمام خط السكة الحديد القاهرة الإسكندرية كان خطوة مهمة بل يمكن القول إنها فارقة فى حياة المجتمع المصرى.
وأعتقد أن سؤال: هل كان انتماء سعيد مصريا خالصا؟ فالإجابة عنه صعبة وتحتاج إلى دراسات متخصصين فى التاريخ لمصرى فى هذه الفترى، لكن تصورى الشخصى أنه لم ير المصريين أصلا؟