خلينا على اتفاقنا السابق، أن منتخب مصر ذهب إلى قطر والمشاركة في البطولة العربية من أجل التجربة وعوامل أخرى إضافية مثل زيادة الانسجام بين اللاعبين والمدير الفني مع اكتشاف وجوده جديدة ومنح الفرصة لعدد من اللاعبين يمكن أن تمثل دعما للفراعنة مستقبلا.. ولكن مع التسليم بكل ذلك، نريد أن نرى نتيجة لذلك على أرض الواقع خاصة وأن الوقت يجرى والمنافسات الأهم والقوى اقتربت سوء كأس الأمم الأفريقية يناير المقبل أو المباراة الفاصلة نحو التأهل للمونديال في شهر مارس.
حقيقة المنتخب كان في حالة سيئة للغاية في مستهل مشواره بكأس العرب أمام لبنان.
مستويات غير مقبولة من جميع اللاعبين شابها النزعة الفردية ورغية كل لاعب أن يكون هو صاحب الهدف مع التسرع في إنهاء الفرص أمام مرمى لبنان بشكل أعطى حارس منتخب الأرز منحة التألق أمام الفراعنة وكان نجم بلاده .
الشوط الأول كان بإمكان المنتخب الوطني أن يخرج فائزا بنتيجة كبيرة ، إلا ان هذا لم يحدث دون أن نجد مبررا لذلك في ظل الضعف الواضح لمنتخب لبنان، الذى استغل الظروف وبدأ يتجرأ علينا في الشوط الثانى، لولا الهدف الذى سجله افشه في الدقيقة 71 من ركلة جزاء حصل عليها أحمد فتوح بمجهود فردى، لتعود الأمور إلى نصابها وتعلو أسهم الفراعنة في اللقاء من جديد ولكن دون زيادة الغلة التهديفية.
كيروش يعتبر البطولة العربية ضمن مرحلة التجارب، و لكن هذا لا يعنى الخروج عن المألوف مثلما شاهدنا، ومن هنا أوصيه بتعديل في طريقة اللعب التي يعتمدها منذ توليه المهمة مع إعادة وجهة النظر في توظيف بعض اللاعبين مثل أفشه ومحمد شريف، إذ يعتمد على الثنائي كأجنحة وهو ما يؤثر سلبا على أدائهما داخل الملعب، خاصة مع إجادة أفشه في العمق وقدرات محمد شريف الكبيرة داخل منطقة الجزاء وفقدانه تركيزه حال اللعب كجناح، أيضا مطالب كيروش بتوافر عناصر إضافية في مركز رأس الحربة في ظل عدم قدرة مروان حمدي على عدم استغلال الفرص الكثيرة التي حصل عليها منذ تولى المدرب البرتغالي المهمة.
مطالب إصلاحية بالجملة يحتاجها المنتخب الوطني، حتى يصل إلى المراد، وتشعر الجماهير المصرية بالثقة والاطمئنان تجاه الفريق، من حيث تقديم المستوى المشرف وإظهار الشخصية القوية مع ضرورة الابتكار في الحلول داخل الملعب وأثناء المباريات مع تنمية مهارات اللاعبين بما يتناسب مع الخطة التي يلعب بها حتى يكون هناك نسبة وتناسب بين مستويات اللاعبين وفكر كيروش.
إضافة إلى النواحى الفنية، يحتاج المنتخب عمل كثير خارج الملعب أكثر من داخله.. اذ يحتاج اللاعبين دوافع جديدة ومن يتحدث معهم عن روح الفراعنة وإزاى ينزلوا الملعب بطل طافاتهم، خصوصا وأن عدد كبير منهم جديد على المنتخب، حتى من نعتبرهم قدامى مازلوا في مرحلة اكتساب خبرات أكثر، وهنا مفترض أن يظهر دور الجهاز المعاون - ضياء السيد - شوقى - الحضري- وعلى كيروش منحهم الفرصة لكده والاستفادة من خبراتهم الكبيرة مع الفراعنة.
ننتظر منتخب مصر مختلف أمام السودان ومنتخب الجزائر يومى السبت والثلاثاء المقبلين فى ختام دور المجموعات من كاس العرب، اذ مؤكد أن الجهاز الفنى واللاعبين يشعرون بحالة عدم الرضا السائدة فى الشارع الكروى بعد مباراة لبنان، ويدركون أهمية تغيير هذا الانطباع واستعادة المستويات الجيدة من اجل تحقيق آمال الجماهير فى المنتخب مصدر السعادة للشعب المصري.