ثلاثة مشاهد رئيسية في الشهر قبل الأخير من عام 2021، يجب أن نتوقف أمامها عند الحديث عن " جاهزية مصر" وقدرتها على المنافسة الدولية، في تنظيم الفعاليات العالمية على أرضها بإسلوب يبهر العالم.
المشهد الأول في اعتقادي، هي الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وزوجته الأميرة كاميلا دوقة كورنوال إلى مصر، والتى تعد الزيارة الخارجية الأولى له وزوجته، بعد جائحة كورونا.
الملفت في هذا المشهد وهذه الزيارة، التي استمرت يومين، هو هذا الكم من اللقاءات الرسمية، والفعاليات الخاصة بدعمه للتراث الثقافي في مصر ورواد الأعمال والنساء وقضايا التمكين، والتغير المناخي، في ضوء الإعداد لاستضافة مصر لقمة المناخ العام المقبل 2022.
الزيارة كانت حافلة باللقاءات الهامة، التي تعكس الدور المحوري لمصر في العالم والشرق الأوسط على وجه التحديد ومدى الاستقرار الذي تتمتع به الأن، ومنها الاستقبال الرسمي من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته انتصار السيسي لولي العهد البريطاني وقرينته في قصر الاتحادية، والذي ثمن فيه الأمير تشارلز على الجهود التي قامت بها مصر خلال الأعوام الماضية على صعيد التصدي للأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب.
المشهد الثاني، هو ذلك الاحتفال المهيب، الذي شهده الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته، في الاحتفالية الأسطورية في إعادة إحياء طريق الكباش بالأقصر، والذي يعد أقدم ممر تاريخي بالعالم.
اهتمام العالم بهذا الحدث الكبير كان لافتاً، ويجسد بحق عظمة وعراقة الحضارة المصرية الضاربة في اعماق التاريخ، ومدى انعكاس إشعاعها الحضاري على العالم. فقد شارك في تغطية الاحتفالية أكثر من 200 من وكالات الأنباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والدولية.
الملفت في تغطيات وسائل الاعلام العالمية، هو التأكيد على أن مصر قد استعادت بريقها ودورها التاريخي، وأن استكمال ترميم طريق الكباش يعد "إنجازاً طموحاً " صاحبه تجديد كبير لمحافظة الأقصر، مع الاحتفال العالمي باستعادة الروعة القديمة لطريق الكباش التاريخي، مع لمسات معاصرة لمهرجان" أوبت الفرعوني".
الملفت في حفل افتتاح طريق الكباش – كما أشارت إليه وسائل الاعلام العالمية – هو أنه ثاني "حفل ساحر" من نوعه هذا العام، بعدما نظمت الدولة المصرية في بداية العام، الاحتفال بنقل ملوك مصر القدامى في " موكب المومياوات".
المشهد الثالث في " جاهزية مصر"، هو افتتاح فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2021" في دورته الثانية، والذي افتتحه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل يومين ، بمركز مصر الدولى للمعارض والمؤتمرات، في إطار حرص القوات المسلحة المصرية على إقامة كبرى التجمعات الدولية في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية على أرض مصر
هذا المعرض يعد الفرصة الحقيقية، لتبادل الخبرات بين الجهات العالمية والمحلية الرائدة في مجال أنظمة التسليح والصناعات الدفاعية والعسكرية، ويشهد – ل- أول مرة حضور نحو 400 عارضاً من جميع أنحاء العالم، لعرض أحدث التقنيات في مجالات الدفاع والتسليح من 42 دولة ، إضافة إلى حضور وفود رسمية من كبار الشخصيات العالمية، من 45 دولة والوفود العسكرية وأكثر من 30 ألف زائر لهذا المعرض الذي نجح في تثبيت مكانته منذ الدورة الأولي في عام 2018.
هذه المشاهد الثلاثة، تعكس للعالم مدى " جاهزية مصر " لتنظيم الفعاليات الدولية، وقدرتها على المنافسة وفق أعلى معايير الجودة.
هذه المشاهد الثلاثة، بينها مشاهد أخرى لاتقل عنها أهمية في مواقع عديدة على أرض مصر.
مصر تتحرك بكل قوة في محيطها الاقليمي والدولى.. متمسكة بمبادئها، وعراقتها الممتدة إلى عمق التاريخ.