"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، من أجل صفات وأخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم خلق وصفة الرحمة، التى ساهمت فى نشر الحب والسلام مع القرشيين ابتداءً، ومن بعدهم جميع خلق الله.
الرحمة خُلقٌ يسهم فى كسب قلوب الناس، والتفافهم حولك، فأن تحب أنت للناس ما تحب لغيرك من خير وتكره لهم ما تكره لنفسك من شر هذا من الرحمة.
مواقف كثيرة نتعلمها من نبى الرحمة صلى الله عليها وسلم لنكون رحماء مع كل الناس، مع الكبير والصغير مع الغنى والفقير مع الرجل والمرأة، منها رحمته مع الأطفال، فعندما كان يصلى النبى بالناس ويسمع بكاء طفل، يسرع فى الصلاة ويخفّفها، وكان يحمل الحسن والحسين وهو يصلى، فإذا سجد وضعهم على الأرض، وإذا قام حملهم.
رحمة النبى نتعلمها فى أمره بحسن مُعاملة الضعفاء ووصيته بأداء حُقوقهم، فنراه يوصى الناس بالخدَم.. فيقول: (إنَّ إخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فأعِينُوهُمْ).
رحمة النبى نتعلمها فى معاملته مع أزواجه وبناته، فكان صلى الله عليه وسلم، رؤوفا بأهله وأزواجه وبناته رحيما بهن، فكان يقبل ابنته فاطمة رضى الله عنها، ويُجلسها فى مكانه، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس فيرفع لأمّ المؤمنين صفية رضى الله عنها ركبته لتصعد عليها وتركب البعير.
رحمة النبى نتعلمها من وصيته بالنساء والبنات، فيقول عليه الصلاة والسلام: "اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيرًا، فإنما هُنَّ عَوَانٌ عندَكم".
رحمة النبى نتعلمها من وصيته بالعناية والشفقة بالمريض، فنراه يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن عادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فى خُرْفَةِ الجَنَّةِ، قيلَ يا رَسولَ اللهِ، وما خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: جَناها).
رحمة النبى نراها فى تعاملاته مع الكفار، فهو لم يرد أذاهم بأذى، فضلا عن أنه لم يفكر فى أن يؤذيهم أصلا، كما يفعل بعض المتطرفين والإرهابيين باسم الدين - للأسف – فقد كان أحد المشركين يؤذيه بوضع القاذورات أمام بيته، وعندما غاب ذهب النبى ليسأل عليه فوجده مريضا، ولمّا جاء ملك الجبال للرسول عليه الصلاة والسلام، ليُطبق على الكفار الجبال بعد أن ردّوه، وقاتلوه، وعذّبوه، فلم يرضَ النبى ذلك، وقال له: (بَلْ أرْجُو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا".
رحمة النبى نراها عندما دخل مكّة بعد أن فتحها مُتواضعاً، فقد عفا عمّن أذاه من المشركين، وسامح من أخرجه وصحابته من ديارهم، بل قال لهم جملته المشهورة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
أيها الناس تحلوا بأخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كونوا رحماء بالناس، تحلوا بهذا الخلق العظيم فنحيا حياة طيبة.