يوما بعد الأخر تثبت الدولة المصرية إصرارها الشديد وسعيها الدؤوب نحو ترسيخ منظومة القيم والأخلاقيات الإنسانية في المجتمع المصرى وفى ظل جمهورية جديدة قائمة على بناء الإنسان والحجر معا، وتنشد مستقبلا مشرقا لكافة أبنائها، وهو ما نلمسه ونشاهده ونراه ويراه معنا العالم أجمع وضوح الشمس في كافة المناسبات الحقوقية والمجتمعية والأفعال والإجراءات التي تحرص القيادة السياسية عليها، لتعزيز مبدأ التشاركية وقواعد المسئولية المجتمعية، ونموذجا ما رأيناه خلال احتفالية "قادرون باختلاف" من رعاية وتمكين لذوى القدرات الخاصة وأصحاب الهمم والعزيمة.
فمنذ 2014 والقيادة السياسية تعتبر مناسبة اليوم العالمى لحقوق ذوى الهمم بمثابة تقليد ممتد ومستمر كملتقى مهم تستمد منه العزيمة والتحدى والعطاء، وهذا يعكس أن هناك إرادة حقيقية لتسخير كل الدعم والرعاية الممكنة لأصحاب الهمم، ويعكس أيضا إيمانا كاملا بأن المجتمع الحقيقى هو من يرفع من قدر وشأن أبنائه ويقدر إنجازاتهم.
وأعتقد أن ما تفعله الدولة المصرية الآن وخلال السنوات القليلة الماضية من عناية ورعاية لذوى الهمم، محل فخر واعتزاز ودليل قاطع على العمل بصدق نحو رفع كفاءاتهم وتنمية مهارتهم وهذا ظهر جليا من خلال توفير الخدمات التدريبية والتأهيلية واكتشاف مواهبهم ودعمهم بكافة الوسائل والطرق وفى مختلف المحافظات والمدن.
ونحن نتحدث عن أهمية دعم ذوى الهمم وما قدمته الدولة لهم، أعتقد أن أفضل ما سعته إليه خلال هذه الاحتفاليات هو نشر الوعى بحقوقهم، ومطالبة جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام بالعمل على مكافحة ظاهرة التنمر، سواء من خلال صياغة التشريعات التي تجرم ممارسة تلك الظاهرة، أو عن طريق مواجهتها إعلامياً ودراميا، أو من خلال الإجراءات التنفيذية لمؤسسات الدولة المختلفة .
وختاما، نستطيع القول، إن مشاهد الفرح والسرور والسعادة للمشاركين والمشاركات في احتفالية "قادرون باختلاف"، تعكس مدى إنسانية المجتمع المصرى والحالة التنويرية الحادثة الآن في ظل رعاية القيادة السياسية لترسيخ هذه القيم النبيلة، وتؤكد أن ما زال الخير موجودا وما زالت الإنسانية باقية.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها الكريم..