أعتقد أن المسئولية الوطنية تحتم على وزارة الداخلية بكل أجهزتها، الكنيسة المصرية بكل قيادتها، ضرورة التدخل سريعا، لكشف حقيقة الموقع المشبوه الذى تم بثه منذ أيام على شبكة الانترنت، وكاد أن يتسبب عن عمد فى كارثة طائفية بقرية الخطاطبة التابعة لمركز السادات بالمنوفية، بعد نشر مواد تحوى تطاولا على الرسول محمد، والدين الاسلامى، ونساء المسلمين، وربط أمر الموقع بإسم شاب قبطى من ابناء القرية يدعى (شنودة كامل).
ولعل ما يدعونى الى مطالبة الداخليه والكنيسة بضرورة التدخل وكشف حقيقة الأمر، أن القضية تتعلق بالامن القومى للبلاد، أن الموقع كان المقصود منه، سواء كان القائم على امره شنودة أو غير شنودة، ومن خلال محتواه الخطير، إحداث فتنه طائفيه حقيقية تأكل الاخصر واليابس، ويمتد صداها الى خارج الحدود المصرية.
الى جانب الاختيار المتقن لـ (الزمان والمكان) اللذان أعتقد انهما تما بعد دراسة وعنايه، وهو ما يؤكد فرضية تعمد إثارة الفتنة، حيث تم اختيار (الخطاطبه) التى يضم فى محيطها المئات من العائلات ألقبطية، والعديد من الاديرة الهامه، الى جانب بث الموقع فى توقيت يعقد فيه (المؤتمر الدولى لمنظمة التضامن القبطى بالولايات المتحدة الأمريكية) لمناقشة أوضاع الأقباط فى مصر، بمشاركه العشرات من الاقباط المصريين.
كما ان الداخلية هى الجهة الوحيده فى البلاد التى تمتلك من التقنيات ما يسمح لها بتتبع ومعرفه حقيقة الموقع والقائمين على امره.
ولان النسيج الوطنى المصرى لا يمكن اختراقه، والحقيقة والواقع يقولان: اننا كمسلمين واقباط نعيش سويا فى السكن والعمل والوطن شركاء منذ مئات السنين، فقد طغت (العشرة، والحب، والموده) على الطائفية، وتدخل عقلاء وحكماء الخطاطبة، قبل أن يلتهم الغضب والطائفية شنودة وكامل عائلته، بعد أن انتشر أمر الموقع بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى، وبدا الجميع فى التعرف على محتواه، الذى نشر فيه عدد من الصور لـ شنودة وعائلته وهو يهين المصحف الشريف، وسب خطير للدين الاسلامى، وللرسول محمد، ولنساء المسلمين، مما دعا البعض إلى اطلاق دعوات لاستهداف أقباط القرية، والهجوم على منزل شنودة وحرقه بمن فيه.
وهنا تدخل العقلاء، أوضحوا للجميع ان هناك من يحاول اشعال الفتنه، وانه من المستحيل أن يقدم شنودة الذى يعيش هو وأهله وعائلته فى القرية منذ عشرات السنين، وتربطه علاقات ود ومحبة وصداقه وتجارة مع كل ابناء القرية، بكتابة ونشر مثل هذه الأكاذيب، وان الصورة التى نشرت له وهو يهين المصحف مفبركة.
وسارع شنودة بالنشر عبر صفحته على الـ فيس بوك، نافيا بشكل قاطع صلته بالموقع والصفحات التى تداول مثل هذه الاكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدا انه تقدم ببلاغ للامن الوطنى، ومباحث الانترنت برقم 6 بتاريخ 9/6/2016، وانه جاري التحقيق وتتبع هذه الصفحات، التى لا تربطه بها أى صله ـ على حد قوله ـ سوى الصور التى تم نشرها له ولاعائلته، والتى تم سرقتها من صفحته على الفيس بوك، وأن من قام بذلك يهدف إلى اشعال فتنه.
الغريب، ورغم استيعاب أهالى القرية لـ شنودة ولابعاد المؤامرة، وعقد جلسة عرفية ضمت العشرات من المسلمين والأقباط، اتفق خلالها الجميع على وأد الفتنه، إلا الخطورة فى ان اجهزة الدوله لم تتنبه لابعاد المؤامرة التى كانت تهدف إلى اشعال مصر، فمازال الموقع المشبوه يعمل ويحرض ويحاول اثارة الفتنه، دون التوصل، أو حتى إعلان موقف من قبل الداخلية ـو الكنيسة، عن من يدير، ومن بث ، ومن نشر، و من أراد حرق مصر، سواء كان شنودة، أو غير شنودة.