تحدث المصريون كثيرا فى أزمة الفنان القدير رشوان توفيق، وبالطبع اختلفوا فى وجهات نظرهم بين من يراه أخطأ ومن يرى أن ابنته أخطأت، وهى مشكلة ليست بالهينة لأنها ترتبط بما يمكن أن نسميه "الثقة".
والثقة قيمة عظيمة وتراجعها هنا لن يكون قاصرا على أطراف الأزمة، لكنه للأسف سيكون أثره مرتبطا بالقيمة نفسها، قيمة الثقة، وأعتقد أننا لو أجرينا بحثا إحصائيا بعد ذيوع أزمة رشوان توفيق سوف نكتشف تراجعا ملحوظا فى قيمة الثقة داخل الأسرة الواحدة، وبالتالي داخل المجتمع كله.
وتراجع قيمة الثقة أمر خطير يهدد المجتمعات، ويدفعنا إلى عزلة خطيرة وعدم تراحم وانقطاع صلات رحم وتجاهل، وأمراض اجتماعية أخرى كثيرة لا قبل لنا بها، ولن يكون الأمر قاصرا على ذلك فإننا ببساطة سوف نتقبل قيما سلبية، وسيصبح الإنسان الذى لا يثق فى أهله إنسانا واعيا نجا من الوقوع فى العاطفة وكأن العاطفة سبة أو شيء معيب يصيب الإنسان، والعاقل من يتغلب على عاطفته.
من أجل ذلك انزعجت من أزمة الفنان رشوان توفيق، ولم أرها خلافا بين أب وابنته، بل رأيتها صدعا خطيرا، وأتمنى أن تنتهى بالصلح كى ندرك شيئا من الثقة الهاربة.