سؤال ضرورى للغاية، هل هناك مؤسسات فى الدولة معنية بملف تدريب العمالة الفنية بالخارج؟ أى إرسالهم لبعثات خارجية أم لا، وفى الحقيقة أننا نحتاج لذلك بشدة سواء كانت هناك مؤسسات موجودة أو يتم إنشاء كيانات جديدة، لأن العمالة الفنية المدربة، أو صنايعية مصر فى خطر، و هو ما يستدعى الجميع ضرورة وضع منهج محدد يقوم على عدة نقاط رئيسية، أولا تحديد مناطق الصنايعية المجمعة على مستوى مصر، أى مناطق الحرفيين وغيرها مثل صقر قريش و دمياط والفجالة وهكذا فى كل محافظة، ووضع جدول زمني لخطة تدريب محلية يتبعها خطة توأمة مع جهات ودول وشركات عالمية، لإيفاد هؤلاء الصنايعية للخارج لاكتساب مهارات العصر وتطوراته، حتى لا يقال في يوم من الأيام أن العمالة المستوردة أرخص وأكثر تطورا وعلما.
وفي سبيل تحقيق ذلك، يجب وضع تصور لبرامج التدريب على مستوى الادارات و المؤسسات، حتي يمكن الاستفادة القصوى من المعلومات المسجلة فى كل برنامج وكل مؤسسة، ووضع خطة عمل تعتمد على ارسال كافة الصنايعية المهرة فى بعثات خارجية، يتعلموا فيها أدوات العصر، و وضع أدوات حاكمة حتي ينقلوا علمهم المكتسب لصنايعية آخرين، فالخوف كل الخوف أن يأتي يوم وتختفي الأيدي المهرة من السوق، وذلك وفق الشواهد الحالية سيتحقق يوما ما، مالم تتدخل يد مخلصة لإنقاذ الموقف، و تحافظ على الاستورجية والميكانيكية، و النجارين والفنيين و بتوع الأرابيسك والنحاس، وغيرهم الكثيرون.
كما يجب الانتباه لفكرة صغار الصنايعية، حتي نتخلص من مأزق " الصنايعية غاليين، و مش بيعملوا الحاجة مظبوط"، لأن ذلك صار عرفا سائد حاليا، وهو ما يجب تغييره بشكل مؤسسي وحقيقى، ويعود بالنفع على الاقتصاد القومي المصرى، وبدلا من أن يذهب آلاف العناصر القابلة للتدريب للعمل على توك توك، ووقتها سنسأل أنفسنا جميعا من المسئول عنهم.