يستمر الحديث المتكرر حول فوائد الجوافة والبرتقال واليوسفى في مقاومة البرد، ثم أدوية رفع المناعة التي تحتوى على فيتامين سي، ثم تذهب الشخصيات الأكثر قلقا إلى أمصال البرد ورفع المناعة، و أخيرا " دولاب ملابس" يوميا نتحرك فيه، و رغم كل ذلك هناك " كحة مستمرة" ونستمر في السعال ليل نهار، ولا يمر الشتاء دون أن نرافق البرد وأعراضه وتعبه، ولا يترك البرد فردا إلا و مر عليه بكل تفاصيله، فنذهب جميعا لأكل العدس والبصل والخضروات، و نشرب ورق الجوافة في الصباح و الأعشاب الدافئة على مدار اليوم، وأيضا نواصل " الكحة" رغم كل ذلك.
لو أجريت بحثا طوال اليوم، ولو تابعت مئات الأطباء، ولو استمعت لألاف التجارب، وقمت بتطبيقها، ستصاب بالبرد أيضا، و الأمر لا علاقة له بكورونا و ما استجد فيها علينا، ولكنه له علاقة بالبرد عموما، حتى أننا نسأل أنفسنا من هذا الشخص الذى هرب من الإصابة ببرد الشتاء، وفى التعليقات الساخرة المنتشرة على البرد، هناك شخصا يرسل للدكتور قائلا:" أنا وبنتى مصابين بالكحة المستمرة,, فهل هناك شيئا يجعل زوجتى تكح معانا!!""، والحقيقة الواضحة أنه مهما أكلت أطنان الجوافة والبرتقال، وبدلت بين أدوية طرد السعال الجاف أو غيره، فالكحة مستمرة، ولا أمل في نهايتها إلا أن تأخذ دورتها الطبيعية.
في أحد المرات، قال لي شخصا أن هناك مشروبا من الأعشاب ثبتت فاعليته في رفع المناعة يتكون من كذا وكذا وكذا، فقلت له لو بحثت على أي مشروب في الحياة ستجد له فوائد جمة، لكن الحقيقة والواقع يقول أنك ستصاب يا ولدى بالبرد مهما فعلت، فلا تهرب منه، وتقبله بما فيه، حتى يمر على تفاصيل جسدك، ويتركك وقتما يريد.